خطوة بخطوة بدأت إسرائيل فى مساعيها الرامية إلى جعلها دولة يهودية، كما سبق وأعلن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو فور توليه رئاسة الوزراء، فبعد أن قرر وزير المواصلات الإسرائيلى تغيير أسماء الشوارع والأحياء والمدن داخل إسرائيل من عربية إلى عبرية، خرج علينا جدعون ساعر وزير التعليم الإسرائيلى بقرار يدخل ضمن مجموعة القرارات التى تهدف حكومة نتانياهو من ورائها إلى إصباغ الملامح اليهودية على الدولة، وقرر إلغاء مصطلح "النكبة" الذى يدل على قيام دولة إسرائيل من الكتب المدرسية المخصصة لعرب 48.
كل تلك الإجراءات يراها الدكتور محمد أبو غدير أستاذ الإسرائيليات بجامعة الأزهر بأنها جزء من خطة تهويد الدولة، وجزء من مشروع كبير يريد نتانياهو أن يواجه به الضغوطات المتتالية من الرئيس الأمريكى باراك أوباما لوقف الاستيطان والقبول بوجود الدولتين، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
أبو غدير أضاف أن نتانياهو أمامه مشاكل داخلية ستمنعه من الاستجابة لرؤية أوباما، وهو فى المقابل يريد الضغط على أوباما فى المستوطنات والاستمرار فى تغيير الأمر الواقع، إلى أن يأتى اليوم الذى لا يجد العرب والفلسطينيون شيئاً يستطيعون التفاوض حوله.
وفى نفس السياق قال الدكتور سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات الفلسطينية، إن المؤسسات المرتبطة بالدولة إذا احتفلت بقيام إسرائيل يوم 15 مايو ولم ترفع العلم الإسرائيلى ستحرم من الموازنات فتفلس ولا تستطيع تقديم خدمتها وهذا جزء من الإجراءات والقوانين. وأشار إلى أن نتانياهو يريد أخذ أراضى غير الموجودين من عرب 48 وبيعها، وأشار إلى قانون المواطنة والولاء، حيث لا يصوت العرب فى الكنيست وإذا مرت هذه القوانين فستمر غيرها. وليبرمان قال من لا يعترف بإسرائيل لن يكون مواطنا إسرائيليا وستسحب جنسيته وهذه مقدمة لقوانين جديدة إلى أن تنزع الحقوق السياسية من عرب 48 إلى أن يكونوا مواطنين عاديين.
وقال إن هناك أحاديث حول أنه فى حال حدوث اتفاق على دولة إسرائيلية يهودية سينقلون عرب 48 إلى فلسطين وعرب 48 لا يستطيعوا فعل أى شىء.
وأكد السفير محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية أن المسئولية ليست مسئولية الفلسطينيين وحدهم، ولكنها مسئولية عربية ودولية كاملة ومسئولية كل من يتحدث عن العنصرية، والمجتمع الإسرائيلى بكامله مسئول عن حملة الكراهية والحقد وهذه القرارات جملة من قرارات عنصرية شديدة الخطورة، واصفاً إسرائيل بأنها قامت على أنقاض شعب.
وأشار صبيح إلى أن إسرائيل لا تستطيع بهذه القرارات بيع أراضى الفلسطينيين وهذه مسئولية كل من ينادى بالحرية واتباع شرعية دولية، ومسئولية من يدافع عن الاستقرار فى المنطقة. وأنا أقول إن عرب 48 سوف يتصدون لهم وهم فى عام 48 وضعوا تحت الحكم العسكرى، وكان ممنوع انتقالهم من قرية لأخرى إلا بأذن، وكان ممنوع عليهم دخول الجامعات إلا فى فروع معينة، واليوم هم أكثر صلابة والإجراءات العنصرية لا تصلح فى قهر الشعوب وكسر شوكتها وجذورهم سوف تمتد أكثر وأكثر.
بعد تغيير أسماء الشوارع وحذف مصطلح النكبة..
خبراء ينتقدون الصمت العربى على تهويد إسرائيل
الخميس، 23 يوليو 2009 05:02 م