التربية والتعليم للفقراء

الخميس، 23 يوليو 2009 10:10 م
التربية والتعليم للفقراء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄منذ مائة عام قال محمد عبده إن أرباح صناديق التوفير والبنوك حلال ولا علاقة لها بالربا
◄ مازالت عبارته«وجدت فى أوروبا إسلاما بلا مسلمين» صالحة لإيقاظ نخوة الغارقين فى كسلهم عندنا
◄النقاب عادة شرقية ليست من الإسلام ولا توجد آية فى القرآن تدعو إليه

ملايين الأطفال يتسربون من التعليم سنويا، إذا أضفنا إليهم الملايين من أطفال الشوارع، نكون أمام مشكلة تحتاج إلى حلول عملية تمكن هؤلاء الأطفال من عبور حاجز الجهل، والاستمرار فى خيار الحرفة التى اختاروها، وهو ما يقدمه لنا الإمام عبر نظريته فى التربية ونموذجه التطبيقى الذى أسسه من خلال «الجمعية الخيرية الإسلامية» التى اهتمت بإنشاء مدارس لفقراء المصريين حتى ينشأوا حرفيين متعلمين.

رأى الإمام أن التربية والتعليم فيهما كل عناصر التقدم، ووضع تصنيفا يمكن وصفه بالصالح يقوم على 3 تخصصات: التعليم المهنى لعموم أبناء الفقراء والحرفيين ممن يريدون الاستمرار فى حرفة ذويهم واكتساب شىء من التعليم، والتعليم للساسة، ويقصد به الدراسات المتخصصة من جيش وشرطة، والتعليم المدنى الذى يخرج العلماء والمتخصصين، وما يعنينا بوجه خاص فى التقسيم الذى وضعه الإمام لإصلاح التعليم هو الجانب الذى يمكن تطبيقه على أبناء الفقراء الذين تدفعهم الحاجة إلى ترك مدارسهم والالتحاق بالحرف الهامشية لاكتساب الرزق، فما سعى إليه الإمام كان انتشال هؤلاء الفقراء من مصير محتوم يقضى بسقوطهم فى الجهل والاستعداد للجريمة.

الجانب الآخر من منهج الإمام فى التربية والتعليم الذى يمكن اعتماده هو دعوته للأغنياء بالتوجه إلى بناء المدارس والاستثمار فى التعليم بما يعود بالفائدة على المجتمع، ويمكن تفعيل دعوة الإمام فى مشروع ليكن اسمه مشروع الألف مدرسة، وليكن إسهام رجال الأعمال والأغنياء فيه مشروطا بمدى زمنى محدد يكفى لتقليل زيادة الكثافة فى الفصول، وتحسين أوضاع الطلاب فى مدارس التعليم الأساسى.

أما أهم الجوانب فى نظرية الإمام التربوية فهو ما يتعلق بدعوته لاستبدال العمل التربوى بالعمل السياسى مرحليا، وهى دعوة يمكن تفعيلها من خلال الأحزاب والنقابات التى تواجه التضييق فى العمل السياسى، حتى لم يعد لها ذكر أو تأثير فى الشارع، يمكن أن تعتمد دعوة الإمام إلى التغيير من خلال التربية والتعليم وإنشاء المدارس المهتمة بتخصصات مغايرة للمدارس الحكومية ومن ثم يمكن أن تحدث من التأثير فى المجتمع أضعاف ما لها حاليا.

إن الدعوة للتغيير عبر ثورة بيضاء فى التربية والتعليم لها العديد من الفوائد، أولها
المساهمة فى إصلاح نظامنا التعليمى الذى يعانى من التراجع المستمر، كما قد يعطى الأمل فى بروز جيل جديد نشأ بطريقة مختلفة عن طريقة التلقين والحشو فى مدارسنا وجامعاتنا، وقبل ذلك وبعده يمكن لهذا الجيل الجديد الذى يتلقى نوعا مختلفا من العلوم التى نفتقدها على نطاق واسع، أن يحقق نوعا من التوازن التكنولوجى بيننا وبين دول العالم الأول، وهو مشروع يحتاج تضافر جهات عدة مما أصبح يعرف بالمجتمع المدنى حتى يرى النور.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة