◄التأمين على الحياة حلال شرعا ومن حق المؤمن على حياته أن يتلقى عائد التأمين وأرباحه
◄وصف اللوحات والتماثيل بالشعر الصامت ودعا إلى احترام الفنانين ولما تناسينا وصيته تراجعنا فى الفن والعلم معا
◄منهجه فى التربية والتعليم صالح لمواجهة ظاهرة التسرب من المدارس واحتواء أطفال الشوارع
لا شك أننا جميعا نذكر المناشدات الدولية العديدة لحكومة طالبان فى أفغانستان بألا تحطم التمثالين النادرين لبوذا المنحوتين بأحد جبال كابول، لكن مجاذيب تورا بورا لم يستجيبوا لمناشدة المناشدين وأطلقوا نيرانهم بكثافة على التمثالين النادرين، حتى لا يفتنا المسلمين وحطموهما.
الأمر ليس ببعيد عنا فقد شهدت كليات الفنون انتكاسة فى أقسام النحت بها، وفى بلد مختار والسجينى والوشاحى لا تجد طالبا نابها مصمما على التخصص فى النحت، وذلك بفعل الإهمال المتعمد لهذا القسم من بعض الأساتذة بدعوى أن النحت حرام، لتصاب كليات الفنون عندنا بنكستها الثانية بعد نكسة إلغاء رسم الموديل البشرى.
حتى مياديننا الكبيرة لم تعد تتزين بتماثيل مهمة عليها القيمة من عمل الفنانين المتمكنين، واستبدل المحافظون «الزلع» الصفراء والخضراء القبيحة، بالتماثيل التى كانت تعقد لها الاستكتابات الشعبية حتى يتم تنفيذها ونصبها فى الميادين.
يحدث هذا فى مصر المحروسة رغم حسم الإمام محمد عبده لهذا الأمر من وجهة نظر الشرع منذ مائة عام، فهو يشبه احتفاظ الإيطاليين والفرنسيين بتماثيلهم وحرصهم عليها بحرص العرب على جمع دواوين الشعر الجاهلى وما تلاه من أجيال شعراء العرب، بل إنه يصف التصوير وصفاً بديعاً، إذ يقول عنه «الشعر الساكت» أو الصامت، وهو وصف بليغ يلخص مدى وعى الإمام ومدى احتياجنا فى هذه اللحظات لهذا الوعى الذى يحترم الفن والإبداع مثلما يحترم العقل، ويقول: «حفظ هذه الآثار حفظ للعلم فى الحقيقة وشكر لصاحب الصنعة».
ويفيد الإمام بفتواه فى حكم الشرع فى الأعمال الفنية، مما يمكن أن يبعث النهضة من جديد فى كليات الفنون عندنا إذ يقول: «إن الراسم قد رسم والفائدة محققة لا نزاع فيها ومعنى العبادة وتعظيم التمثال أو الصورة قد محى من الأذهان»وأما عن حديث إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون، فقد جاء فى أيام الوثنية وكانت الصور تتخذ لسببين: الأول اللهو والثانى التبرك، فإذا زال هذان العارضان كان تصوير الأشخاص بمنزلة تصوير النبات والشجر، وقد صنع ذلك فى حواشى المصاحف وأوائل السور ولم يمنعه أحد من العلماء».
ما أحوجنا إلى كلمات الإمام الآن فإنها إذا لم تستطع منع الجاهلين على جبال تورا بورا من تدمير آثارهم الفنية، فإنها على الأقل يمكن أن تحمينا من مصيرهم وتبعث الحياة من جديد فى كليات الفنون عندنا التى أسست للنهضة الفنية العربية بأسرها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة