◄ فشل المساعى السلمية يقود لمزيد من التصعيد
تجاهل غضب المواطنين والعمال والموظفين يهدد بخطر حقيقى، وخلال الأيام الماضية وقعت أحداث ومصادمات وخرجت تهديدات بأن الغضب يمكن فى حال تجاهله أن ينقلب إلى خطر، فقد انتفض 10 آلاف مواطن فى المنيا، وقطعوا الطريق اعتراضاً على قرارات من محافظ المنيا أحمد ضياء الدين بفرض رسوم على المواطنين، ووقعت مصادمات، أسفرت عن سقوط جرحى، واستشهاد جندى أمن مركزى، ومن المنيا إلى القاهرة، يفترش خبراء وزارة العدل سلم الوزارة منذ 15 يوماً، احتجاجاً على قرار وزارة العدل بمنعهم من تسلم ملفات القضايا، وهددوا أمس الأول بالامتناع نهائيا عن نظر القضايا، بما يشكل تهديدا لسير العدالة، وهناك عمال طنطا للكتان حيث يضرب 1000 منهم عن العمل منذ أكثر من شهر ونصف، احتجاجا على أوضاعهم، وهناك أيضاً 1500 من عمال وبريات المحلة، قاموا بقطع طريق المحلة - المنصورة احتجاجاً على فصل زملائهم، نفس الأمر تكرر حينما أضرب حوالى 10 آلاف عامل بورش تصنيع المراكب بالحوامدية لأسباب مختلفة.
كما اعتصم 1200 من موظفى أكاديمية البحث العلمى، احتجاجا على نقلهم إلى بدروم وزارة التعليم العالى، هناك أيضا إداريو التربية التعليم الذين يتظاهرون منذ فبراير الماضى، وهددوا بعدم مراقبة الامتحانات، والاعتصام أمام رئاسة الجمهورية، ولوحوا بتدويل قضيتهم، كما انضم حوالى 300 مدرس أزهرى إلى القائمة، بإعلانهم الإضراب عن الطعام أمام مستشفى الحسين، لحين تلبية شيخ الأزهر لمطلب تعيينهم فى المعاهد الأزهرية، تطبيقا لدعاوى قضائية حصلوا عليها.. الصحفيون أيضا كان لهم نصيب من «الدراع»، فها هم صحفيو جريدة الشعب، يقومون من وقت لآخر بالتظاهر، مطالبين بعودة جريدتهم للصدور بعد حصولهم على أحكام قضائية بذلك.
تحرك المواطنين ليطالبوا بحقوقهم بـ«الدراع» بعد فشل كل المحاولات السلمية، يؤكد أن المواطن المصرى الآن لم يعد هو المواطن الذى حفر القناة تحت جلد السياط.. فالمصرى الآن، أصبح يتيقن أن الحق لا يسترد فقط بالقانون، إنما القوة أيضاً لها مفعول السحر، وبدلا من أن يأخذ ذيله فى أسنانه ويفر، كما يريد له البعض، وقف ليقول للجميع «حقى بدراعى»
كل هؤلاء ممن يبحثون عن أخذ حقهم بالدراع، يضعون أمامهم أملا واحداً، هو أن يرضخ لهم الطرف الآخر مثلما حدث مع موظفى الضرائب العقارية منذ أقل من عامين، حينما أجبروا وزارة المالية على الاستجابة لمطالبهم، وكانت هذه الاستجابة إرهاصة لكل من احتج أو تظاهر أو اعتصم بعد ذلك، فقد أثبتت هذه الأحداث أنه فى مصر، حينما تدخل فى وصلة عناد مع الحكومة، سيتحقق النصر فى النهاية للأكثر صلابة، والذى يستطيع أن يطبق مبدأ «حقى بدراعى» للنهاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة