النهارده و انا قاعد مع أمى بعد الغدا زى كل يوم، و الأكل طبعا (كبس) علينا من حلاوته وجماله اللى راجعين لــــــ(نفس) ست الحبايب.. سرحت فى عالم تانى، طبعا مش فى حلة ( المحشى) اللى لسه واكلها لا سمح الله ابدا و الله ..
الحكاية كلها إنى سرحت فى المستقبل و كأنى قدام فيلم من يتوع الخيال العلمى الأمريكانى، وقلت يا سلام عليك يا واد لو تجوز فى سفينة فضاء كده و تعيش فيها ملك ع المريخ.. ساعتها بقى محدش هيقولك تلت التلاتة كام.. مانت عايش لوحدك فوق و ساعتها بقى الحياة هتبقى (ايزى) لا إيجار و لا مواصلات و لا كهرباء و لا مياه و لاحتى زحمة على طابور العيش و لا حاجة.
و بعدين قلت أشوف أحوال الناس اللى ع الأرض بعين صافية و كلها حنية وشفقة عليهم.. لقيت الحال ساعتها لا يسر عدو و لا حبيب.. الأزمة العالمية كانت بتودع و ماشية، قلت كويس اهه الناس تشم نفسها شوية، لكن فجأة الحديد سعره (ولع) و الخشب بقى (نار يا حبيبى نار) و الشقق أسعارها بقت فى العلالى، و الإيجار وصل لـ 3000 جنيه و الناس بقت لايصة و ناس بقت هايصة، و اللى عايز يتجوز و مش عارف بعد مالدنيا ولعت، و كل واحدة مبقتش عارفة تجهز بنتها ازاى؟ و الذهب أصبح كنز ثمين لصاحبه، و الجرام وصل لألف جنيه.. بس متخفش الصين هتحل المشكلة و تخلى الجرام ب مية.
و كل شاب بقى ماشى يكلم نفسه، و ماسك وردة، و يقطف و يقول: اتجوز و لا متجوزش.. اتجوز و لا متجوزش.
طبعا أنا لما شفت كده حمدت ربنا إنى على المريخ دلوقتى لوحدى أنا وبنت الحلال.
لكن و آه من كلمة لكن.. فجأة و بدون إنذار الأكل و المؤن اللى معانا خلصوا، و انزل يا حبيبى و احضر لنا طعاما و شرابا، طبعا ده كان صوت حبيبتى مش أوامرها لا سمح الله، و لكن دوام الحال من المحال فقد ارتفعت الأسعار على كوكب المريخ أيضا، و وصلت الأسعار إلى ملايين الدولارات يعنى بالعربى كده لا عارفين نتهنى ع الأرض و لا المريخ ساعتها،
لكن قعدت أصرخ و اقول ازاى لازم افضل ع المريخ لازم افضل ع المريخ، وإلا هبهدلك معايا أوى يا حبيبتى.
إزاى أقعدك فى شقة إيجارها بالآلافات و لحمة أسعارها بالميات و كل ده ع الأرض.. مستحيل أحملك وضع زى ده.. بعد ما عيشتك فى عز و نغنغة فى العلالى ع المريخ.. كده هبهدلك معايا اوى يا حبيبتى.. اتارى انا قاعد قدام امى و عمال أقول كده، و هى تقولى يا مجنون مريخ إيه اللى هتروحوا وتقعد فيه؟!.
و بعدين حد قالك نسيب شقتنا؟ و لحمة إيه بالميات؟ و شقق إيه اللى إيجارها ألوفات؟
روح نام يا ابنى و ارتاح
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة