أكرم القصاص - علا الشافعي

بسمه موسى

لغة عالمية واحدة

الأربعاء، 22 يوليو 2009 07:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد مرت مسيرة الإنسانية خلال تاريخها الطويل بمراحل مختلفة لنظامها الاجتماعى، حتى وصلت إلى ما هى عليه الآن. لقد نجحت التجربة واستقرت فى تحقيق الوحدة فى العائلة وفى القبيلة، وفى الولاية، وفى الوطنِ، وصارت الوحدة العالمية غاية تناضل من أجلها إنسانية معذبة. فبناء الوطن قد استقر، ولزاماً على عالم يسير فى طريق البلوغ أن يتخلى نهائيا عن الانقسام والاختلاف، ويعترف بوحدة وتكامل علاقاته الإنسانية، ويؤسس مرة وإلى الأبد الأداة التى تجسد لَه هذا المبدأ الأساسى لحياة أفضل تجسيد.

ولبُلوغِ الإنسانيةِ سِن الرُشْد يستلزمُ إذاً حدث تَحَوُّلٍ شَامِلٍ فى النَّظامِ الاجْتِمَـاعِى الراهنِ، بِحَيْثُ يُصْبِحُ نِظاماً قَادراً عَلَى استيعــابِ التَعدُّدِيَّةٍ الموجودة فى الجنس البشرى بصورة شاملة، وعلى الاستفادة استفادةَ كاملةَ من المَجَال الواسعِ لمختلفِ المواهبِ والمعارفِ التى هَذَّبَتْها آلافُ السِنين من الخبْراتِ الثَقافية والتجاربِ الإنسانيةِ لشعوب الارض. مِنْ هُنا يَبرزُ لنا مبدأُ "وحدة الجنس البشرى"، ولكى يتحقق هذا المبدأ الذى أصبح طلبا ملحا فى عالم اليوم، لكى يزيل أسباب الخلافات بين شعوب العالم والتى أحد أسبابها اختلافات اللغة، حيث ظهرت مشكلات عديدة بين شعوب العالم على مدى الأعوام السابقة، كان سببها انعدام اللغة المشتركة الواحدة لكى يتحدث بها العالم، لكى تزول الاختلافات الناتجة عن عدم الفهم لتعدد اللغات. وبهذا يحدث الاتفاق والاتحاد وتتشكل وحدة العالم الإنسانى.

إن اختيار لغة عالمية ثانوية تأخذ مكانها إلى جانب اللغات القومية للدول وَتُدرَس فى كل مَدارس ِاَلعَالَم ستكون وسيلة سهلة لتبادل الآراء, ونشراً للثقافة والمعرفة, وزيادة للتفاهم والتقارب بين الشعوب، فإذا اتجه أى شخص من بلد إلى آخر فكأنه ورد إلى بيته.. والدعوة موجهة إلى حكومات العالم, ممثلة فى مجالسها النيابية, لإجراء هذا المبدأ الهام.

وقد عبرت الجامعة البهائية العالمية فى بيانها فى أكتوبر من عام 1995م فى الذكرى الخمســين لإنشاء الأمم المتحدة تحت عنوان "نقطة التحول لكل الأمم": "إننا نقترح تعيين لجنة مفوضة على مستوى عال يكون أعضاؤها من ذوى الفهم والإدراك ومن مناطق مختلفة بالعالم ومن تخصصات ذات صلة بالموضوع من لغويين واقتصاديين وعلوم اجتماعية وتربية وتعليم ووسائل الإعلام، لتبدأ دراسات دقيقة فى أمر اللغة العالمية المساعدة وتبنى خط مشترك.

إننا نتوقع ألا مفر فى النهاية للعالم، إلا أن يتبنى لغة عالمية مساعدة واحدة يتفق عليها، وخط واحد ليُدَرَّسَ فى المدارس على نطاق العالم، بالإضافة إلى اللغة أو اللغات المحلية لكل قطر. والهدف هو تيسير وتسهيل التحوُّل إلى مجتمع عالمى عن طريق تحسين وسيلة الاتصال بين الأمم ولتقليل النفقات الإدارية لرجال الأعمال والحكومات ولكل المنغمسين فى مهام ومساعى عالمية وإنسانية، ولترويج علاقات أكثر إخلاصاً، ونابعة من صميم القلب بين كل أعضاء الأسرة البشرية. ويجب ألا يُفهم هذا الاقتراح بأكثر مما يعنى, فهو لا يعنى بأى حال من الأحوال اندثار أى لغة من اللغات الحية أو أى ثقافة من الثقافات". وقد نوقشت فى أوروبا فى مطلع القرن الماضى، وأعلنت عن لغة جديدة عرفت بالاسبرانتو، ولكن لم تأخذ المناقشات حيزا كبيرا لانشغال العالم بمآسى الحروب.

إن العالم متجه إلى وحدته شئنا أم أبينا، وقد قرأنا على العملة العالمية المقترحة بديلا عن كل عملات العالم والتى صنعت ببلجيكا، وتحمل عنوان الوحدة فى التعدد والتى تم الحديث عنها فى أروقة القمة الصناعية بإيطاليا الأسبوع قبل الماضى، وهذه هى وسيلة أخرى لوحدة الجنس البشرى ستقلل الهوة بين الفقر المدقع والغنى الفاحش.. وإلى وسائل أخرى سوف نتناقش فيها فى مقالات قادمة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة