إننا اليوم نشهد تغيراً كبيراً على الساحة الفلسطينية المعرضة للانقسام مرة أخرى، فتصريحات فاروق القدومى جاءت فى وقت صعب، لأن حركة فتح تستعد لعقد مؤتمرها السادس وأيضا لا ننسى أن الانتخابات الرئاسية قد اقتربت أيضا، فهذه التصريحات ستؤدى إلى انشقاق كبير فى حركة فتح وهذا ليس من مصلحة الحركة.
إن الشعب الفلسطينى يريد أن يعلم من قتل عرفات ليحاكمه، ولكن نحن نريد أن نرى الحقائق قبل أن نتهم أحداً، وأنا أعتقد أن القدومى لديه وثائق صحيحة، لأنه لا يمكن أن يتكلم بمثل هذا الكلام الخطير، إلا إذا كان لديه إثباتات على ذلك. ويمكن أن نرى أنه كان هناك خلافات بين محمود عباس وعرفات وهذه الخلافات على الصلاحيات وعلى الأجهزة الأمنية، ولكن هل تصل هذه الخلافات لحد القتل؟.
هذا يتطلب البحث الكثير، لأن أبو مازن طلب من عرفات وهو محاصر بالتنازل عن كافة الصلاحيات مقابل رفع الحصار عنه لكن عرفات رفض هذا العرض وقد هدد شارون عرفات بالقتل أكثر من مرة والكل يعرف أن الإسرائيليين هم من اغتال عرفات لأنه كان يمثل الرقم الصعب فى القضية الفلسطينية، فأرادوا التخلص منه، ولكن نحن نريد أن نعرف من هى الجهة الفلسطينية التى ساعدتهم للوصول إلى عرفات.
وهناك أيضا سؤال مهم لماذا الآن القيادة الفلسطينية فى رام الله قد دخلت فى حالة من الارتباك؟ هذا يدل على تورط أحد المسئولين أو عدد منهم بمساعدة إسرائيل على اغتيال عرفات.
إن عرفات كان يعرف أن شخصاً سيصل إليه لقتله وقد حذره بسام أبو شريف من الاغتيال، وقال أعلم من هو هذا الشخص فعرفات علم من قاتله والباقى أن نعلم ونتأكد من قاتل رجل الثورة الفلسطينية الشهيد ياسر عرفات رحمه الله.