كشفت صحيفة التليجراف عن وقائع جديدة فى صراعات صرب البوسنة مع المسلمين، فلقد تم الحكم باعتقال اثنين أقارب من صرب البوسنة، وهما ميلان وسيرجيو لوكيتش، بسبب قيامهما بحبس أكثر من 100 مسلم فى منزلين بشرق مدينة فيسيجراد البوسنية وحرقهم أحياء عام 1992.
تلك الجرائم، وصفها باتريك روبنسون رئيس المحكمة الجنائية الدولية بأنها أفظع مثال على الأعمال غير الإنسانية التى قد يلحقها شخص واحد بآخرين، فلقد كانت تتراوح أعمار الضحايا بين يومين و75 عاما. وأوضح روبنسون أن ميلان لوكيتش الذى كان يتزعم العصابة المسئولة عن الحوادث، كان يسوق ضحاياه من المسلمين مثل قطيع الغنم إلى المنازل وإضرام الحرائق بهم، وكان يقوم بإطلاق الرصاص على من يحاول أن يفر من النيران، وأضاف أن ابن عمه سريدوج لوكيتش كان مساعدا ومحرضا على أحد تلك الحرائق.
وأشار روبنسون إلى أن ميلان لوكيتش كان يتجاهل توسل ضحاياه من أجل حياتهم، كما كان يقوم وغيره من القوات الصربية شبه العسكرية بإعدام ضحاياه برصاصة وحيدة تطلق على ظهورهم قبل أن يضرم النار فى الجثث ليضمن عدم هروب أحد. وأشار الشهود إلى سماعهم صرخات رهيبة، حيث كان ميلان لوكيتش يستخدم بندقيته لإجبار الناس على الدخول إلى المنزل وكان يقول "هيا أدخلوا أكبر عدد ممكن من الناس".
وقد تم الحكم على ميلان لوكيتش بالسجن مدى الحياة وعلى ابن عمه سرويدى بالسجن 30 عاما. ويسعى المدعون لتوضيح قائمة دعاوى المحكمة والمطلوب تسليمها للمحكمة البوسنية، لأن المتهمين هم من غير المشتبه بهم بشكل كبير، إلا أن قضاة المحكمة الجنائية رفضوا معللين أن الادعاءات كانت خطيرة جدا وأنه كان لابد من إحضارها إلى لاهاى.
ونقلت الصحيفة عن ديكا أوسموا أحد أعضاء مجموعة ضحايا الحرب فى البوسنة، أن الحكم بالسجن مدى الحياة غير كاف، وأضافت "أنا لا أستطيع أن أتصور وجود مثل هذا الإنسان، فهل يوجد شخص يقتل رضيع عمره يومين". ويتهم ميلان لوكيتش أيضا بقتل 12 مسلما آخرين وإطلاق النار فى ظهورهم على ضفاف نهر درينا، كما تم إدانته وابن عمه بالقسوة حيث كانا يزوران مركز اعتقال لتعذيب السجناء المسلمين بوحشية.
وروى رجلان كانوا قد تظاهروا بالموت أمامه، عن محنتهم وشهدوا بأنه قام بقتل رجل أمام زوجته وطفله. وكان ميلان لوكيتش يقود مجموعة شبه عسكرية تعرف باسم "النسور البيض" أو "المنتقمون" كانت تستهدف ترويع المسلمون فى فيسجراد وكان ابن عمه سريدوج شرطى محلى وعضو فى المجموعة.
وتم إعتقال لوكيتش فى الأرجنتين عام 2005 وأرسل للمحاكمة فى لاهاى كما قبض على ابن عمه من قبل سلطات صرب البوسنة ونقل بعدها إلى لاهاى.
عام 1992..
السجن مدى الحياة لصربى أحرق 100 مسلم
الثلاثاء، 21 يوليو 2009 03:01 م