الدكتورة إيمان محمد الشامى تكتب: قهر الازدواجية

الثلاثاء، 21 يوليو 2009 10:59 ص
الدكتورة إيمان محمد الشامى تكتب: قهر الازدواجية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لمجتمعنا العربى ــ الشريف ــ وجوه كثيرة.. يظهر كل منها للفرد حسب مكانته وحالته الاجتماعية. فمن يرى من المجتمع وجهه المتسامح العفوّ. لا بد وأنه قدّم سلفا يد الكرم والسخاء. مطبقاً لمبدأ "اطعم الفم تستحى العين". ومن يرى من مجتمعنا – النقى – وجه الازدراء والظلم، لا بد وأنه تجرأ – بأى شكل – وحطّم لهذا المجتمع – العادل- موروث ما. أو اعترض بطريقة عملية على شكل اجتماعى مألوف ومتوارث، ليؤكد أنه غير آبه لرأى المجتمع – المتحضر – بكل طبقاته. ليكون لسان حال من تجرأ على موروثات مجتمعه – العتيقة -: أن موتوا بغيظكم.. فقد قررت أن ألتفت لحياتى غير مبال لأمنياتكم.. وعقولكم التى لن تقنع بحال.

وكيف نلتفت إلى مجتمع – سوىّ- يفضّل التستر على جريمة هتك العرض – مثلا- لأى فتاة على الإبلاغ عنها والتمسك بالحق فى هذا!! قائلا "الحياء.. شعبة من شعب الإيمان"، ليكون قول حق يراد به باطل.

وهو نفسه المجتمع الذى يفضّل أن تكون المرأة أرملة، لينظر لها نظرة التعاطف الشديدة. مؤكدا أن تلك الشخصية قادرة على مواجهة التحديات والصعاب، وأنها قادرة أيضا على تربية أبنائها بمهارة وفطنة. ولا يستطيع أن يتقبل مطلقة. أبت أن تستمر بمشاعر زائفة وحياة لا تحقق لها الحد الأدنى من آدميتها. مؤكدا – والحديث عن مجتمعنا السليم – أنها ستكون عاجزة تماما عن تربية أولادها بطريقة سليمة وسوية.. فقط لأنها تجرأت.. وقالت "لا".

والأمثلة كثيرة.. والنتيجة واحدة.. مجتمع مزدوج.. مريض..لا يرى الحقيقة بوجه واحد..لا يجيد فكرة تقبّل الخارج عن المألوف.

ويمارس بكل قوة وإصرار فن القهر على متمرديه.. لتكون فكرة القهر الجماعى.. الصاحب الذى يلزم هذا المحارب الذى غضب عليه مجتمعه، ويكون النصر فى تلك المعركة – غير العادلة – لمن يستطيع أن يفرض ثقافته على الآخر. ثقافة "اطعم الفم تستحى العين" و"ضل راجل ولا ضل حيطة".. أم ثقافة "لقد خلقنا الله أحرارا.. ولن نستعبد بعد اليوم".

الاستعباد.. ليس فقط عبودية الحاكم للمحكوم.. بل يعنى أيضا عبودية المال، التقاليد البالية، العادات القاتلة للبعض.
يحضرنى وأنا أكتب تلك الكلمات صوت.. محمد منير فى أغنية (البحر بيضحك ليه؟) قائلا: "يا أولت الذل أنا ناوى ما اشرب.. ولو فى البحر عسل".
• كلية التربية - جامعة قناة السويس.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة