نقلاً عن العدد الأسبوعى
أمس الأول - الأحد - وافق العام الخامس والخمسين لدخول نظير جيد إلى عالم الرهبنة وانقطاعه عن العالم الدنيوى، ففى يوم 18 يوليو 1954 ذهب الخام الطوباوى الأستاذ نظير جيد إلى دير السيدة العذراء السريان ويتم تكريسه راهباً، وأصبح أنطونيوس السريانى نسبة إلى دير السريان.
و«اليوم السابع» تحتفل بهذا الحدث من خلال تقديم قصة الأنبا شنودة منذ كان طفلا صغير فى إحدى قرى صعيد مصر، توفيت والدته بعد ولادته بحمى النفاس، وواصل أهل القرية إرضاعه وكبر الطفل نظير جيد، وتعلم وقطع المرحلة الابتدائية والإعدادية، ووصل للجامعة حيث درس التاريخ فى كلية الآداب، نقدم قصة نظير جيد منذ كان طفلاً وحتى أصبح بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية، مروراً برهبنته فى دير السريان.
ولد نظير جيد «قداسة البابا شنودة» فى قرية سلام بمركز أسيوط فى 3 أغسطس 1923 ونظرا لوفاة والدته بعد ولادته بحمى النفاس، تولت شقيقته الكبرى رعايته مع أبيه. وعندما انتقل الأخ الأكبر روفائيل جيد إلى مدينة دمنهور حيث يعمل هناك ذهب معه الطفل نظير وأخوه الأكبر بخمس سنوات شوقى «المتنيح القمص بطرس جيد» حيث التحق بالتعليم الابتدائى، وكم يذكر لزوجة الأخ الفاضلة دورها فى رعاية نظير وشوقى فكانت بمثابة الأم الحنون عليهما تخدمهما وتسهر عليهما كأولادها.
ويقول قداسة البابا عن هذه الفترة: ولدت وتوفيت والدتى بعد ولادتى بأيام قليلة ولم أرضع منها، وكان لهذا شأن فى حياتى لأن الحب الذى لا يأخذه الإنسان من الأم يأخذه من آلاف من الناس ونشأت بينى وبين أعداد لا أستطيع أن أحصيها علاقات محبة ليس من صغرى فقط ولكن عندما كبرت وأول قصيدة كتبتها عام 1939 عن طفولتى كانت:
أحقا كان لى أم فماتت .. أم أنى قد خلقت بغير أم
ربانى الله فى الدنيا غريبا .. أحلق فى فضاء مذلتهم
ومن البصمات الواضحة التى تركتها وفاة أمى فى سماتى الشخصية الجدية منذ الصغر، فلم أتعود اللعب مع الأطفال. ونتيجة لوفاة والدتى بعد ميلادى، انشغلت الأسرة عنى ونسوا استخراج شهادة ميلاد لى، ثم بعد ذلك قيدت فى سواقط القيد وبعد حصولى على الشهادة الابتدائية، رفضت المدارس الحكومية أن تقبلنى لعدم وجود شهادة ميلاد فرفعت قضية من أجل استخراج شهادة ميلاد وأرسلت إلى طبيب التسنين وكان عمرى وقتها أحد عشر عاماً وأتذكر أن قلت للطبيب وقت ذاك «أوعى تقع فى غلطة وتكتب تاريخ ميلادى بعد وفاة والدتى» وأطلعته على شهادة الوفاة فكتب وبالفعل صدرت شهادة التسنين بالتاريخ الصحيح وقد استمرت القضية فى المحاكم أربع سنوات.
أما والدى فكان رجلا ريفيا بسيطا وطيبا وكان يمثل الجانب الأبوى العطوف.
وكنت أحب حياة الهدوء والوحدة والقراءة والفكر وعرفت لذة المعرفة.
وتعلمت الشعر فى السنة الثانية الثانوية وكنت أنظم الأبيات.
وفى الرابعة الثانوية كنت أحفظ عشرة آلاف بيت من الشعر العربى هكذا نشأت أحب الشعر.
نجحت فى التوجيهية بمجموع كفل لى الالتحاق بالجامعة بالمجانية كلية الآداب قسم التاريخ.
وقرأت القرآن كاملاً وقد أثر ذلك كثيرا على لغتى
فى عام 1939 بدأ يخدم فى مدارس الأحد بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا وكان عمره ستة عشر عاما وكان طالبا فى الثانوى.
فى عام 1947 التحق بالكلية الإكليريكية القسم المسائى وكان فى السنة النهائية بكلية الآداب وكانت تلمذته لمعلم الجيل الأرشيد باكون حبيب جرجس.
حصل على بكالوريوس اللاهوت 1950 وكان ترتيبه الأول وعين مدرساً بالكلية الإكليريكية نظراً لنبوغه وتفوقه.
الراهب أنطونيوس السريانى:
كان يوم 18 يوليو 1954 يوماً مشهوداً فى تاريخ الكنيسة وفى تاريخ الرهبنة القبطية المعاصرة، وفى تاريخ الرعاية ففى هذا اليوم المبارك كان الترتيب الإلهى وتدبيره فى أن يذهب الخادم الطوباوى الأستاذ نظير جيد إلى دير السيدة العذراء السريان ويتم تكريسه راهباً بيد الأنبا تيوفيلى أسقف الدير باسم الراهب أنطونيوس السريانى فكان هو أنطونيوس الجديد الذى اختاره الله لكى يرسله إلى خدمته
تحتفل الكنيسة كلها بهذا اليوم المجيد يوم رهبنة قداسة البابا شنودة الثالث سنوياً، لكى تؤكد وتفرح فى آن واحد.
◄ بدأ الراهب أنطونيوس السريانى يعيش الرهبنة فى مفهومها الحقيقى بالتدريج حتى يصل إلى حياة الوحدة التى كانت هدفاً أكثر عمقاً من دخول الدير فقط وذلك لكى يرتبط بالواحد الذى من أجله انطلق من العالم إلى البرية، وكان مسئولاً عن مكتبة الدير وطبع ونشر مخطوطاته وشرح الدير للسائحين الأجانب وخدمة الرهبان من كل ناحية وكان مسئولا عن المرضى وتضميد جروحهم.
عن حياة الوحدة والمغارة: «يقول قداسة البابا»
◄ خرجت من الدير وعشت فى مغارة على بعد ثلاثة كيلو مترات ونصف من الدير لعدة سنوات.
◄ ثم تركتها وذهبت إلى مغارة أخرى على بعد 12 كيلو مترا من الدير كنت أجلس فيها لمدة أسابيع لا أرى وجه إنسان ولا أسمع صوت إنسان وأحيا فى وحدة كاملة إلا إذا زارنى أحد رهبان الدير ونظمت أشعارا وتمنيت أن أقضى فى الوحدة حياتى كلها.
◄ أول كتاب قمت بتأليفه فى الدير هو شريعة الزوجة الواحدة.
◄ فى 10 مايو 1959 عين القس أنطونيوس السريانى فى سكرتارية قداسة البابا كيرلس السادس.
◄ وفى 30 سبتمبر 1962 استدعاه البابا كيرلس السادس من الدير لكى يقيمه أسقفا للتعليم فى بادرة جديدة على الكنيسة ويكون مسئولاً على صياغة فكر الكنيسة وعقلها لما يتميز به من مواهب ودعاه أسقفا باسم «الأنبا شنودة».
◄ يقول البابا: ويوم رسامتى كانت أكثر الأيام التى بكيت فيها إذ شعرت أن مجرى حياتى قد تغير تماماً من الوحدة والهدوء والتفرغ الكامل لله إلى حياة الخدمة بكل ما فيها من زحام ومسئوليات وهنا عرفت أن الله هو الذى يقود خطوات الإنسان.
◄ وفى 9 مارس 1971 تنيح البطريرك الطوباوى البابا كيرلس السادس وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قال «الله يدير أموركم». وبالفعل كان الله بحكمته وتدبيره الآلهى يرتب أمور الكنيسة فى مرحلتها الجديدة فأعلن عن اختياره الذى سبق أن اختاره لنيافة الأنبا شنودة أسقفا للتعليم فى القرعة الهيكلية التى أجريت يوم عيد القديس الأنبا رويس.
◄ فى 31 أكتوبر 1971 اختارت العناية الإلهية الأنبا شنودة ليكون هو البطريرك الجديد للكنيسة فى 14 نوفمبر 1971 احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومعها كنائس العالم كله بتنصيب الأنبا شنودة بابا وبطريركا لكنيسة الإسكندرية فيكون البطريرك السابع عشر بعد المائة الذى يجلس على كرسى القديس مارمرقس.
◄ وبهذا اليوم الذى سبق أن اختار الله من أجله نظير جيد أو القس أنطونيوس السريانى أو الأنبا شنودة.. واصلت كنيستنا مسيرتها المقدسة وبدأت تتصاعد النهضة فى كل الاتجاهات والمجالات بكل أمانة وجهد وتعب وسهر وصبر ومحبة.
◄ قداسة الباشا شنودة الثالث هو الراهب الأول
لأنه هو أبونا البطريرك.. الأول فى كنيستنا
فى المسئولية الرعوية.. فى الإيمان.. فى الصلوات.. فى الطقس.. فى الألحان.. فى كل شىء.
الراهب الأول
◄ صاحب القلب المملوء حباً فائقاً للرهبنة، هذا الحب الذى كان ينمو ويزداد يوماً فيوم منذ أن انسكب فى قلبه منذ أيام شبابه الأول
◄ فالبابا شنودة هو الباعث وراء كل أحداث النهضة الرهبانية المعاصرة فى كل البرارى بمصر ولا يوجد دير واحد حتى الأثرى والقديم منها لم ينل اهتماماً من قداسته.
◄ ارتبط البابا شنودة بالدير ارتباطاً عجيباً فهو يذهب إليه أسبوعياً ويقضى به أياماً فى هدوء البرية وسكونها ومجالها لوقا2.
◄ أقام البابا شنودة مقراً باباويا فى دير القديس العظيم الأنبا بيشوى به قلايته الخاصة وعقد عدة لقاءات مسكونية بمجموعة كبيرة من الباباوات والشخصيات الكبيرة بل وعقد عدة مؤتمرات بمقره البابوى بالدير.
◄ يحرص قداسة البابا على قضاء أسبوع الآلام سنوياً فى الدير ويقوم بالصلاة فى كل أديرة وادى النطرون.
◄ يحرص قداسة البابا على زياراته الدورية لجميع أديرة الكرازة المرقسية.
◄ أعاد قداسة البابا للرهبنة وآبائها المظهر الوقور الذى يليق به فحرص على أن يرتدى الآباء القلنوسة ذات الأثنى عشر صليب على الرأس مع الملابس البسيطة والصليب الجلد.
◄ يقوم قداسة البابا بإلقاء المحاضرات النسكية على الآباء الرهبان وكذلك تعريفهم بمبادئ وقوانين الرهبنة والجهاد فيها.
◄ قام قداسة البابا شنودة والمجمع المقدس بالاعتراف بمجموعة كبيرة جداً من أديرة الرهبان والراهبات بداخل وخارج مصر ورسم لهم آباء أساقفة وأمهات راهبات فى مصر وفى أمريكا وفى أستراليا وفى ألمانيا وفى إيطاليا وفى إنجلترا بل وفى كل بلاد العالم أصبح لنا أديرة بفضل وتوجيه وتأسيس قداسة البابا شنودة الثالث لهذه الأديرة وزيارته لها والاهتمام بها روحياً ومعمارياً.
البابا شنودة 55 عاماً على رهبنة أشهر بطاركة الكنيسة المصرية
الثلاثاء، 21 يوليو 2009 09:31 م
قداسة البابا شنودة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة