طرح د. عمرو الشوبكى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية 4 سيناريوهات لمستقبل الحكم فى مصر وقال إن سيطرة جناح جمال مبارك على الحكم لإتمام عملية التوريث هو أحد السيناريوهات القائمة على قدم وساق مشيرا ً إلى صعوبة تحقيق هذا السيناريو على أرض الواقع.
مشيرا إلى أن السيناريو الأقرب للتطبيق يطلق علية سيناريو الوسط وهو عبارة عن السعى نحو النضال من أجل التغيير برؤى سليمة وواضحة وواقعية عن طريق تكوين تحالف من كل القوى الحزبية والمستقلين لوضع قواعد ورؤية عامة يتم العمل من خلالها عن طريق الخلط بين ما هو سياسى وما هو اجتماعى لعمل "ملعب" جيد للممارسة السياسية لوضع بديل لما بعد مبارك.
إلا أنه استبعد فى الفترة الحالية تحالف قوى أحزاب المعارضة والمستقلين، فيما طرح سيناريو تصاعد الاحتجاج الاجتماعى فى مصر وأكد على أن تلك الاحتجاجات قد تدفع النظام الحالى إلى تغيير معادلاته الداخلية بأن يقوم بإصلاح نفسه بشكل ذاتى.
وانتقد الشوبكى تأخر المحاولات المكثفة من النخب التى تحاول التنسيق فيما بينها لتكوين جبهة للعمل ضد النظام الحالى لمدة 15 عاما.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها أمانة الشباب بحزب الجبهة الديمقراطية بالإسكندرية، مساء أمس، الأحد، تحت عنوان "مستقبل الحكم فى مصر" والتى استنكر فيها الشوبكى الأحوال العامة فى المجتمع المصرى مشيرا إلى أن الوضع المتردى الموجود الآن فى مصر يحدث للمرة الأولى فى تاريخها حيث الانهيار فى أداء الدولة وانعدام الرؤية السياسية.
وقال "الشوبكى" إن عشوائية القرارات وسوء إدارة الدولة أدى إلى وضع جديد مفاده أن المواطن العادى غير المشتغل بالسياسة لم يعد يأمن على نفسة ولا على أهله كما حدث مع عماد الكبير وغيره من حالات التعذيب.
كما أكد أن تضخم الأجهزة الأمنية فى المرحلة الراهنة بهذا الشكل لم يحدث لة مثيل فى التاريخ المصرى رغم الدور القوى للمؤسسة الأمنية على مدار أغلب فترات التاريخ المصرى
مشيراً إلى أن النظم المتعاقبة على حكم مصر كانت تعمل على حفظ توازن المعادلة السياسية وأن التضخم الأمنى فى سير المعادلة السياسية يرجع إلى عدم وجود رؤية سياسية وبُعد تام من النظام عن الحياة السياسية.
فيما انتقد الشوبكى عدم وجود إطار للقوى السياسية المختلفة يعملون من خلاله؛ الأمر الذى أدى إلى تدهور الحالة السياسية.. موضحًا أن القوى السياسية تعيش أزمة كبيرة بسبب عدم وجود قواعد عامة للاشتغال بالسياسة فى مصر.
و توقع الشوبكى فى حال حدوث الائتلاف بين القوى السياسية فى خلال بضع شهور أو سنة على الأكثر تستطيع النخبة التأثير فى تحرك سيناريو التوريث الذى يسير داخل الكواليس بحيث يتم العودة حتميا إلى سيناريو الاحتجاجات الاجتماعية التى لا تعبر عن نضال حقيقى فى الوقت الحالى، لكن فى لحظة ما ستعجز ميزانية الدولة عن تلبية مطالب كافة الاحتجاجات الاجتماعية، لتتحول تلك الاحتجاجات إلى شكل سياسى يدفع نحو التغيير.
