صدر عن دار توبقال للنشر فى الدار البيضاء بالمغرب، كتاب نقدى للكاتب عبد الفتاح كيلطيو، بعنوان "الأدب والارتياب".
ويلاحظ كيلطيو فى مقدمة كتابه أن ثمة صراعا قد يفرق أصحاب القلم، غير الأهم اكتشافه أن القارئ عدو للكاتب، إلا أنه فى الخفاء يبحث عن الثغرات وعن نقاط الضعف بهدف التهجم على الكتاب والنيل من مؤلفه.
ويرى كيلطيو أن الصداقة ليست أساس العلاقة بين القارئ والكاتب، وإنما على العكس، الضغينة والكراهية والحرب. ومن ثم لابد للكاتب أن يتذكر على الدوام أنه يخاطب متلقيا بالضرورة معارضا ومعاديا" وينبغى لمن كتب كتابا ألا يكتبه إلا على أن الناس كلهم أعداء.. وويل لمن ينسى هذه القاعدة ولا يكون دوما فى حالة استنفار قصوى".
وقال الناقد أيضا أنه يجب الاحتراس بالأحرى من النفس، ذلك أن الكاتب عدو نفسه، والخطر موجود فى عقر داره، وليعلم أن كلماته المصاغة هى أقرب نسبا له من ولده. ولا شك أن الحذر من النفس هو ما يفسر عادات أدبية وإنشائية فى ذلك الوقت تبدو لأول وهلة مدهشة، إذ قد ينسب نصوصه إلى مؤلفين آخرين. ومن المعروف أن ظاهرة الانتحال شديدة التعقيد تمتزج فيها أسباب سياسية ودينية، غير أنه ليس من المستبعد أنها تهدف إلى "محاربة غرور الكاتب". فحينما ينسب مؤلف نصه لمؤلف آخر، أو أن ينشره باسم مستعار، فإنه يبتعد شيئا ما عن نفسه ويصد الفتنة ويصمد أمامها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة