هل كان الفيفا مُصيبًا حين اختار جنوب أفريقيا لتنظيم كأس القارات وكأس العالم؟ وهل غاب عن أعضاء لجنته التنفيذيه الذين فضلوا جنوب أفريقيا على المغرب ومصر، معدلات الجريمة المرتفعة التى تعانى منها الدول صاحبة التاريخ المعروف فى التمييز العنصرى والحرب بين السود والبيض؟
وهل جهل من أيّد جنوب أفريقيا لاستضافة مثل هذه الأحداث الكروية العالمية، أن كل المحاولات التى قامت بها الحكومة هناك لتأمين المواطنين فشلت فشلاً ذريعًا؟
الأمن فى جنوب أفريقيا، مُنعدم، والحياة هناك يصعب على مواطن مصرى عاش فى أمن وطمأنينة وأخوة مع من يعرفه ومن لا يعرفه أن يتصورها، التقارير الصحفية تؤكد أن الحكومة هناك، تنصح المواطنين بعدم الوقوف لأى شخص فى الطرق العامة، مهما كانت حالته الصحية أو وضعه، وتطالبهم أيضًا بعدم الوقوف فى إشارات المرور إلا وهناك مسافة كافية بينهم وبين السيارة التى أمامهم حتى يتسنى لهم الهرب فى حال تعرضهم لأى هجوم، بالإضافة إلى منع الخروج من المنازل بعد الثامنة والنصف وعدم السير فى الطرقات فى تلك الفترة إلا فى جماعات.
كل هذه المقدمات، كان من المفترض أن تُفضى إلى نتيجة واحدة هى الرفض القاطع والتام لإقامة مثل هذه الأحداث الكروية فى بلد لا تعرف معنى الأمن والطمأنينة، ولكن جاءت اختيارات أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا مُخالفة للعقل والمنطق واختاروا جنوب أفريقيا، وماذا كانت النتيجة؟
البداية، فى كأس القارات، التى انتهت منافساتها مؤخرًا، شهدت هذه البطولة ثلاث حالات سرقة من نوع خاص، الأولى كانت سرقة أحد الملاعب التى أنشئت خصيصًا لاستضافة كأس العالم، حيث ذكرت وكالات الأنباء أن ستاد «نيلسون مانديلا باى» تعرض لحادث سرقة، بعد أن اقتحم اللصوص الحانة الموجودة فى الطابق الخامس من الاستاد بعد مغادرة قوة كبيرة من الشرطة منه، وقاموا بالتعدى على الأفراد المتواجدين فيه وسرقوا بعض النقود.
كانت هذه هى الحالة الأولى، التى تحدت فيها الشبكات الإجرامية كل التدابير الأمنية المفروضة لتأمين الملاعب، أما الحالة الثانية فكانت الأبرز والأكثر إثارة للجدل، وكانت الخاصة بسرقة أموال بعض لاعبى المنتخب المصرى المشارك فى البطولة، وبعدها تم اتهام اللاعبين بإحضار فتيات ليل إلى غرفهم، قبل أن تثبت براءة لاعبى المنتخب ويتأكد بالفعل وقوع حادث السرقة. أما الحالة الثالثة فكانت خاصة بلاعبى المنتخب البرازيلى الذين تعرضوا لسرقة بعض أموالهم وأغراضهم من غرفهم الخاصة.
هذه الحالات الثلاث، إذا أضفت إليها عنصر آخر وهو عزوف الجماهير الجنوب أفريقية عن حضور المباريات، وظهور المدرجات دون جماهير فى الكثير من المباريات تأكد لك وجود خلل بين فى تنظيم البطولة الحالية.
وأضف إلى كل هذا سوء أرضية الملاعب، حيث اشتكت العديد من المنتخبات المشاركة فى كأس القارات من الحالة التى بدت عليها أرضية أكثر من ملاعب من ملاعب البطولة.
كل هذا الخلل، وكل هذه الانتقادات التى وجهت لكأس القارات التى ضمت 8 منتخبات، وأقيمت منافساتها فى أسبوعين فقط، تجلعنا نتساءل كيف سيكون الحال العام المقبل فى كأس العالم الذى سيضم 32 منتخبًا وسيشهد توافد عشرات الآلاف إلى جنوب أفريقيا؟ كيف سيأمن الوافدين إلى هذه الدولة على أوراحهم وأموالهم؟ وهل ستنجح جنوب أفريقيا فى تقديم صورة مشرفة للكرة الأفريقية أم سيكون أول وآخر مونديال تحتضنه القارة السمراء؟
فشلت فى القارات وقدمت صورة مشوهة للقارة السمراء
هل تنجح جنوب أفريقيا فى تنظيم المونديال؟
الخميس، 02 يوليو 2009 09:47 م