تدخلات الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى لاستبعاد الدكتور هانى الناظر، رئيس المركز القومى للبحوث من جائزة الدولة التقديرية رغم ترشيح 9 هيئات علمية له كشفت عن صراع يدور بين رجلى الحزب الوطنى على كعكة «التعليم العالى والبحث العلمى»، ففى الوقت الذى يأمل فيه هلال البقاء فى منصبه فترة أطول يرى الناظر أنه الأحق بالحقيبة الوزارية..
خلفيات الصراع تعود 3 سنوات للوراء عندما تولى هانى هلال مهام منصبه كوزير للتعليم العالى والبحث العلمى فى ديسمبر 2005 فى وقت كانت فيه مؤشرات المنصب تتجه لترشيح الناظر لذات المنصب، ورجحت القيادة السياسية كفة هلال ولم يحصل الناظر على المنصب الذى سبق أن ترشح له أكثر من مرة.
الصراع بين هلال والناظر انتقل إلى محاولاتهما استعادة العقول المهاجرة واستقدامها للعمل داخل مصر، فهانى هلال يريدهم للعمل داخل مراكزه البحثية الجديدة، فى الوقت الذى سعى الناظر لتجهيز المعامل الحديثة بالمركز القومى للبحوث فى 2007 لاستقدام ذات العقول ضمن مشروع «الطريق إلى نوبل». وكنوع من الاستمرار فى الصراع قرر هلال صرف الدفعة الأولى والثانية من الزيادات لأساتذة الجامعات متجاهلا الباحثين فى المراكز البحثية وفى مقدمتها المركز القومى للبحوث والسبب عدم تقدم الباحثين باستمارات تقييم تتناسب ومهام عملهم، واضعا الناظر فى مأزق أمام الباحثين، إلا أن الأخير تعامل بحكمة مع الأزمة التى أدت إلى غضب الباحثين، واستطاع بمبادرة شخصية منه تدبير 50 % من الزيادات المخصصة للدفعة الأولى من مشروع «تحسين الدخول المرتبط بالجودة» من الموارد الذاتية للمركز، الأمر الذى ضاعف من شعبية الناظر فى أوساط الباحثين داخل المركز القومى وجعله نموذجا للمراكز البحثية التابعة للوزارات الأخرى فى الوقت الذى هبطت فيه أسهم هلال.
علاقات الناظر المتشعبة داخل لجنة السياسات بالحزب الوطنى أثارت مخاوف هلال الذى يواجه فى الآونة الأخيرة هجوما شديدا من أساتذة الجامعات وصل بعضها إلى ساحات القضاء فى الوقت الذى ارتفعت فيه شعبية الناظر، خاصة بعد اختراع المركز القومى للبحوث مصل لمكافحة أنفلونزا الطيور الأمر الذى جعل الدكتور نظيف يوجه الشكر لجميع العاملين بالمركز لجهودهم فى اختراع المصل وعلى رأسهم الناظر.
هلال لم ينس للناظر ما اعتبره محاولات منه لاقتناص سلطاته واختصاصاته فوجه له ضربة جديدة باستبعاده من جوائز الدولة التقديرية.. غير أن تلك الضربة أشعلت الغضب ضد هلال الذى أصبح محاصرا بغضب أساتذة الجامعات من جهة وثورة الباحثين من جهة أخرى، فى مقابل ارتفاع أسهم الناظر الذى ظهر بعد الواقعة الأخيرة بمظهر الضحية، وهو ما لم يكن هلال يتخيله وهو يوجه ضربته للناظر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة