محمد العنانى يكتب.. اقتحام وتدنيس.. والعفو العربى الدائم !!

الخميس، 02 يوليو 2009 10:57 ص
محمد العنانى يكتب.. اقتحام وتدنيس.. والعفو العربى الدائم !!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهد المسجد الأقصى المبارك، صباح 23 يونيه الماضى، حلقة جديدة من حلقات تدنيسه وتهويده، بل ومحو كل أثر عربى من على جدرانه، قام بهذه الحركة اللاأخلاقية " يتسحاك أهرونوفيتش" وزير الأمن الداخلى للمحتل الصهيونى باقتحامه المسجد الأقصى وسط العشرات من القوات الإسرائيلية.

مر هذا المشهد على المسرح العربى دون اعتراض – باستثناء تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية " عمرو موسى " بعروبة القدس – بل والأكثر من ذلك عدم اهتمام الإعلام العربى بهذا الحدث وكأنه هذه المرة لا يريد أن يتسبب فى المزيد من الإحراج للعرب، فلا نمتلك إلا أن نقول إنه العفو العربى عما حدث!!

وبإلقاء نظرة تحليلية على السياسة الإسرائيلية يتضح لنا أن هذا الحدث الأخير ليس غريبا عليها، فبالرغم من أنهم على علم بعروبة القدس يحاولون وبكل السبل محو عروبتها، وإلصاق صهيونيتهم بجدرانها . وللمفارقة، نراهم لا يستسلمون فى دفاعهم غير الشرعى، عن القدس وفى المقابل فالعرب شبه مستسلمين متنازلين عن حقهم الشرعى فى القدس، فكل ما صدر على ألسنتهم مجرد تصريحات تؤكد عروبة القدس ليس لها على أرض الواقع أى دور تنفيذى، فهى أشبه ما تكون بطفل سُجن فى رحم أمه قبل أن يُولد فمات وماتت معه أمه!

فإسرائيل الاَن تمارس سياستها الصهيونية المعتادة ، فهى تريد تهيئة الموقف العربى لاتخاذ القدس عاصمة دائمة، أو بالأحرى فهذه المرحلة بالنسبة للسياسة الإسرائيلية مرحلة جس النبض العربى، ولكن لا فالقدس عربية يشهد تاريخها على عروبتها وإن قطعوا لسان تاريخها، فهناك أعينهم لترى آَثارها شاهدة على عروبتها ولتراها مرسومة بداخل عين كل طفل فلسطينى.

وللتدليل على نجاح السياسة الإسرائيلية ، فى رأيى، نعود إلى الموقف العربى فى مؤتمر القمة العربية الذى عُقد فى الخرطوم بعد هزيمة العرب فى 1967 م ، والذى تبلور موقفه فى صدور " اللاءات الثلاث الشهيرة " لترفض الصلح والمفاوضات والإعتراف بإسرائيل، والاآن نحن تصالحنا مع إسرائيل، على المستوى السياسى وليس الشعبى، وتفاوضنا ونتفاوض معها اعترافاً منا بها من أجل حل الدولتين، بالفعل الموقف تبدل فبعدما كنا نرفض الدولة الإسرائيلية اعترفنا بها ونرجوها صيانة حقوق الدولة الفلسطينية، فهل سيلقى الذئب بفريسته ؟! ولعلنا نتذكر هنا مقولة الرئيس المصرى الراحل " جمال عبد الناصر " عندما قال ( لقد أعطى من لا يملك من لا يستحق ) ونتعجب من الوضع الراهن فالذى يملك أصبح يطالب السارق برد سريقته! رحمك الله يا جمال.

هكذا اعترفنا بإسرائيل وهكذا نجحت إسرائيل وسياساتها وفشل العرب بتخبط سياساتهم، والآن فهى تُعيد التطبيق لسياساتها بالتهويد ونحن نُعيد سياساتنا "بلا واحدةً للتهويد" فهل ستذهب اللا هذه مثل أخواتها السابقات بمؤتمر الخرطوم؟!







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة