كل الطرق تؤدى إليه ولا يستطيع أو يجرؤ أحد على منافسته

لماذا لا يعلن الحزب الوطنى ترشيح جمال مبارك للرئاسة ويستريح ويريحنا؟

الخميس، 02 يوليو 2009 10:06 م
لماذا لا يعلن الحزب الوطنى ترشيح جمال مبارك للرئاسة ويستريح ويريحنا؟ جمال مبارك
كتب سعيد شعيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحقيقة إن كل الطرق تؤدى داخل الحزب الوطنى إلى ترشيح جمال مبارك للرئاسة.. فلماذا الإصرار على الإنكار من جانب قيادات كبيرة.. لماذا لا يعلنون ويريحون أنفسهم ويريحون البلد؟

الخبر الذى نشرته جريدة الشروق حول اجتماع تم عقده لترشيح جمال مبارك للرئاسة، حتى لو لم يكن هناك اجتماع فعلاً، وحتى لو لم يكن هناك أى فعل كبير فى هذا الاتجاه، فالأمر برمته منطقى ومتوقع، وهذا يحسب بالطبع للزملاء فى الشروق. لكن مثل هذه الأخبار تم نشرها على امتداد سنوات وسنوات، فجريدة العربى، وهى التى كان لها السبق فى فتح ملف التوريث، رصدت بدقة، وأحيانا بمبالغة، أى تفصيلة هنا أو هناك، تصب فى تجهيز جمال مبارك للموقع الرئاسى.

أى أن الأمر ليس جديدا، فهناك توقعات مبنية على مؤشرات، وإذا أضفت إليها إقرار قيادات كبيرة، وذات أوزان، بأن جمال مبارك هو المرشح الأفضل، يصبح الأمر أقرب إلى الحقيقة. فقد انزعج على سبيل المثال الدكتور حسام بدراوى عندما سألته فى حوار منشور فى «اليوم السابع» هل ترشح نفسك أمام جمال مبارك؟

فرد على الفور: «ليه». وأضاف: الحزب يختار واحدا، ولو قررت الهيئة العليا للحزب الوطنى أن المرشح هو جمال سنقف جميعا وراءه، ولو كان غيره سنقف وراءه أيضا، وتوازنات القوى هى التى ستحسم الأمر.

رغم أن تعبير «توازنات القوى» الذى قاله دكتور حسام، قد يوحى بالكثير، إلا أنه من الصعب أن يكون هناك مرشح أمام جمال مبارك من داخل الحزب الوطنى، لسببين الأول: أن المجموعة التى كان هو شخصيا سبب التحاقها بالحزب، ولعبت دورا فى تطويره مثل الدكتور حسام، والدكتور على الدين هلال وغيرهما، يؤكدون أنه لولاه ما استطاعوا ممارسة العمل السياسى من داخل السلطة الحاكمة، فهم يؤمنون بأن تغيير دولة مركزية مثل مصر من الصعب أن يتم من خارج السلطة الحاكمة، والأكثر فعالية أن يكون من داخلها.

دعك من صحة هذا المنطق أو خطئه، ففى النهاية ما يهمنا هو أن هذه المجموعة الواسعة والمسيطرة إلى حد كبير الآن، من الصعب جدا أن يترشح أحدهم أمام جمال.

المجموعة الثانية والتى يطلقون عليها التعبير الشهير «الحرس القديم»، لم يعد وجودها مؤثرا. وإذا افترضنا سوء الظن، فقد تمت إزاحتهم بتخطيط ذكى جدا، ولعلنا نتذكر منهم الرجل القوى الدكتور يوسف والى وزير الزراعة الأسبق، والأمين العام للحزب لسنوات طويلة. وبالطبع نتذكر كمال الشاذلى أمين التنظيم القوى، والرجل القوى فى البرلمان.. والآن أصبح رئيسا للمجالس القومية المتخصصة.. أى بعيدا عن صناعة القرار.

النوع الثانى، هم الذين واكبوا التوجهات الجديدة للحزب، التى صنعتها مجموعة جمال مبارك، بعضهم دون شك «عجباه» الطريقة الجديدة، فقد أمدت الحزب بزخم، ومنحته قبلة الحياة. وبعضهم يريد الحفاظ على مكانته.. لكن فى كل الأحوال، ليس مطروحا على الإطلاق أن ينافسوا جمال مبارك فى الترشح داخل الحزب أو خارجه.

أضف إلى ذلك أن الحزب الوطنى، وريث الاتحاد الاشتراكى، ووريث أمراضه الهيكلية، حزب السلطة، بحكم طبيعته، كان من الصعب أن يفرز قيادات حقيقية لها قاعدة داخل الحزب أو خارجه، فليست هناك اختبارات حقيقية، وليس هناك تصعيد سوى النفوذ.

ناهيك عن المناخ العام المحيط بجمال مبارك، فهناك من يطالب بترشيحه، منهم الفنان الكبير عادل إمام، وهؤلاء يؤمنون بأنه الأفضل والأنسب للبلد. والقيادات الكبيرة فى الحزب تؤكد بحسم، أن الحزب الوطنى أصبح مؤسسة ديمقراطية، ومنها تصريحات صفوت الشريف أمين عام الحزب،فى حواره مع حمدى رزق، وأحمد أيوب فى العدد الأخير من مجلة المصور، فمضمون الكثير من إجاباته، أن الوطنى أصبح مؤسسة حزبية قوية، من حق أى أحد أن يترشح للموقع الرئاسى، والأعضاء هم الفيصل، أى أن الأمر سيتم بشكل ديمقراطى، وليس من حق أحد أن يمنع أى أحد من الترشح.

إذن من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن يترشح أحد لمواجهة جمال مبارك، وحتى إذا حدث، وهذا أمر وارد، فالغلبة حتما ستكون لجمال وبآلية ديمقراطية شفافة ونزيهة.. فمن يستطيع أن ينافسه ومن يجرؤ؟!

إذن فجمال قادم بناء على هذه المؤشرات، وقادم بناء على الأحاديث الداخلية لقيادات كبيرة، بل لقيادات وسيطة وصغيرة، فهم يتمنون أن يأتى جمال لرئاسة الحزب ولرئاسة الجمهورية.
فلماذا يتم الإنكار؟

ربما يكون السبب هو الحرج من هذا الطرح فى وجود السيد الرئيس، وفى ظل توليه مسئولياته، ولكن حتى هذا الحرج لا يمنع من تردد السؤال فى جنبات الحزب الحاكم، وجلسات قياداته، وعلنا على صفحات الصحف، مصرية وأجنبية، وفى كواليس حكومات أجنبية، على رأسها بالطبع الإدارة الأمريكية.

ولا أظن أن ما أشار إليه دكتور حسام بدراوى حول توازنات القوى، هو الذى سيحسم الأمر بدقة، وفى ظل غياب المعلومات، ليس هناك سوى محاولة الاستنتاج، فلا أظن أن هناك رفضا لأن يأتى جمال فى دوائر السلطة، فالأمر ربما يتعلق فقط بالتوقيت وتفاصيل السيناريو لا أكثر ولا أقل.

ولا أظن فى ذات الاتجاه أن رفض القوى السياسية المعارضة للتوريث أمر مؤثر، فهى بلا وزن جماهيرى يحسم الصراع على السلطة. ناهيك عن أن القضية فى رأيى ليست فى التوريث، فما هو الفارق بين جمال وبين عمر سليمان مثلا أو غيره؟

لا فرق.. ففى كل الأحوال، سيكون الرئيس القادم من النخبة الحاكمة، وفى إطار المؤسسات المؤثرة فى البلد، وعلى رأسها الجيش والرئاسة، وفى الأغلب الأعم لن يحدث تغيير جوهرى أيا كان القادم، أقصد أنه سيطبق ذات السياسات، ربما بإيقاع أسرع، أو أبطأ، أو مع تغييرات طفيفة، ولكن فى كل الأحوال سوف تستمر ذات السياسات. وحسب ما قاله لى الدكتور عبدالمنعم سعيد فى حوار مع «اليوم السابع» أنه لا قلق فى تداول السلطة فى مصر، فحسب رأيه، لم يحدث من قبل أى اضطراب فى هذا الانتقال، وهناك عشرات من الأمثلة، منها ما حدث حتى فى يوليو 1952، فقد خرج الملك فاروق دون أى مقاومة من مصر إلى المنفى.

فإذا كانت كل الطرق تؤدى إلى جمال مبارك .. فلماذا لا يعلنها الحزب الوطنى ويرتاح؟

لمعلوماتك...
1963 هو العام الذى ولد فيه جمال مبارك أمين لجنة السياسات





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة