العنف والإرهاب، ليسا مرتبطين بالدين الإسلامى، بل إن كليهما لا دين له، حيث تلقى مدير مؤسسة إسلامية أمريكية اليوم تهديداً بالقتل من منظمة يهودية متطرفة، بينما لقيت سيدة ألمانية مسلمة ـ من أصل مصرى ـ مصرعها على يد متطرف روسى بسبب رفضها اتهامه لها بالإرهاب!
الأمر لا يتعلق بعمليات استشهادية، يراها الغرب "إرهاباً"، ولا هو مرتبط بجنود احتلال فى الأراضى الفلسطينية أو العراق أو أفغانستان يقتلون المدنيين بحجة الدفاع عن النفس، ولكنه شأن مرتبط بحوادث اجتماعية منفردة تكشف من ورائها حجم العنف الذى يتولد لدى الغرب ضد كل ما هو إسلامى، وربما كل ما هو عربى.. فالمسلمة ذات الأصل المصرى لم ترتكب جرماً سوى ارتدائها الحجاب، ومدير المؤسسة الإسلامية لم يأثم بإيمانه بحقوق المسلمين فى التعبير عن أنفسهم بشكل متحضر داخل الولايات المتحدة، واقتحام المجتمع المدنى الأمريكى. كما أن نبى الله محمد (صـلى الله عليه وسلم) لا يضر الغرب بتعاليمه كى تخرج الأفلام والرسوم الكارتونية المسيئة فى مختلف الدول الأوروبية، لتجرح مشاعر ما يزيد على المليار مسلم فى مختلف أنحاء العالم.
قالت مؤسسة "الحرية"، التابعة لجمعية المسلمين الأمريكان، إن مديرها التنفيذى مهدى براى تسلم خطاباً يتضمن تهديداً بالقتل من منظمة "قوة المهام اليهودية"، وهى حركة يهودية أمريكية متطرفة مرتبطة بالحاخام الأمريكى مائير كاهانا، مؤسس حركة "كاخ" العنصرية، والتى تم حظرها فى الولايات المتحدة وإسرائيل نفسها بسبب توجهاتها شديدة التطرف.
وأوضحت المؤسسة أن الخطاب يتضمن عبارات سب للإسلام، كما حمل إشارة إلى موقع "جهاد ووتش"، الذى يرعاه الكاتب الأمريكى المتطرف روبرت سبنسر، وهو من أبرز الكتاب المعادين للعرب والمسلمين فى الولايات المتحدة. وعلى ظهر الخطاب، تم رسم صورة لفوهة مسدس أو بندقية لحظة التصويب. وقالت وكالة أنباء "أمريكا إن ارابيك"، حول فوهة البندقية كانت هناك عبارات مكتوبة بخط اليد تقول: "الحرية إلى الأبد. لا للشريعة"، و"يعيش جيش الدفاع الإسرائيلي" و"الموت لنفاية الجهاد".
من جانبه قال مهدى براى، المدير التنفيذى لمؤسسة الحرية: "لقد تلقيت تهديدات من هذا النوع من قبل، وهذه الأمور لا تثير أعصابى أو تعوقنى". لكن براى أضاف قائلا: "مع ذلك فإننى أعتقد أن الوسط الدينى والإعلاميين لديهم مسئولية الكشف عن العلاقة غير الصحية بين الجماعات التى تفاخر صراحة بالعنف وبين المروجين للتعصب مثل روبرت سبنسر وستيف إميرسون ومن على شاكلتهم".
وفى ألمانيا، وفى ساحة محكمة "دريسدن"، لقيت مسلمة من أصل مصرى مصرعها، لا لشىء سوى ارتدائها الحجاب، واعتراضها على وصف أحد المتطرفين لها بالإرهابية، فحركت ضده دعوى سب وقذف منذ أغسطس الماضى، الأمر الذى انتهى بتغريمه 2800 يورو، مما أثار غضبه فانتقم بقتلها بسلاح أبيض داخل قاعة المحكمة. كما سدد عدة طعنات لعدد من الشهود المتواجدين.
لا يمكن فصل تلك الحوادث، عن الضيق الذى أصاب مدينة النور ـ باريس ـ من النقاب، بعد أن كانت يوماً ما منبراً للحريات المدنية والدينية، فالرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، لم يكترث بالأزمة المالية العالمية وتأثيرها على المواطن الفرنسى، ولم يلتفت إلى حياته الشخصية، محل الجدل، ولكنه وجد فى ارتداء المرأة المسلمة للنقاب خطراً يهدد المجتمع الفرنسى.
ولكى لا تبدو الصورة قاتمة، لا يمكن ـأيضاـ إغفال خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال زيارته للقاهرة، ووعوده للمسلمين بحسن المعاملة والجوار، ولكن الأمر لا يمكن حصره فى مجرد وعود، تظل دائماً بلا تنفيذ.
موضوعات متعلقة..
قتيلة الإرهاب بألمانيا حامل فى شهرها الثالث
القتيلة المصرية بألمانيا زوجة باحث بجامعة المنوفية
مقتل مسلمة بألمانيا على يد متطرف بسبب الحجاب
قيادى مسلم أمريكى يتلقى تهديداً بالقتل ومحجبة ضحية تطرف ألمانى..أكذوبة الإرهاب الإسلامى
الخميس، 02 يوليو 2009 06:18 م
المسلمون فى أوروبا لا يزالون أمام مفترق طرق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة