تتملكنى الحيرة حيال ما يحدث الآن فى مصر فلم أعد أدرى أين المشكلة ولم أعد أدرى إلى أين سيؤول إليه حالنا، فأنا لا أريد أن أصل إلى فروع المشكلة ولا إلى الأساس بل أريد أن أصل إلى ما هو أدنى من ذلك، فأنا أريد أن أتعمق إلى الجذور وإن استطعت فأنا أريد أن اقتلعها لذلك فقد أطلقت على هذا المقال اسم "الجذور"..
حين أرى ما يحدث الآن فى مصر يدور فى ذهنى أسئلة عديدة أهمها إلى أى مدى سوف تعصف بنا العاصفة، وكم من الوقت سيبقى هذا البركان هامدا دون ثورة؟.. أنا أعتقد أننا نحن وحدنا من سيضع النهاية لكل هذه الأحداث التى لابد وأن تنتهى فى يوم من الأيام.
ورحم الله أبو القاسم الشابى شاعر تونس والعرب حين قال فى قصيدته "إرادة الحياة"
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد إن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر فى جوها واندثر
فويل لمن لم تشقه الحياة ومن صفعة العدم المنتصر
لم أجد ما أعبر به عما بداخلى سوى هذه الأبيات وأنا أدرى أن هذا أيضاً لسان حال كثير من المصريين، فأنا لست ناقمة على ما يحدث ولكنى فقط حزينة عما وصل له حالنا، فنحن شعب بطبيعتنا لا نيأس ولكن أجبرنا على اليأس.. لا نخاف ولكن أجبرنا على الخوف.. لا نهان ولكن أجبرنا على المهانة! فليس هذا هو الشعب الذى صمد أمام الاحتلال الإنجليزى وليس هذا هو الشعب الذى سالت دماؤه فى حرب 1973 فيا حسرتاه على حال هذا الشعب.
هل صحيح أننا استسلمنا لما يدور من حولنا أم أننا تعلمنا كيف نتعايش ونتأقلم على هذا الحال لعدم قدرتنا على تغييره؟!.
من وجهة نظرى الشخصية أرى أن جوهر الإنسان المصرى يبقى معادلة يصعب حلها فمع مرور الأزمات والمصاعب عليه تراه لا يستسلم.. فنحن شعب لا يعرف لليأس طريقا ونبقى فى حب مصر مثلا يحتذى به.. تبقى مصر ملكة متوجة على عرش قلوبنا جميعا فهى مثل الأب والأم اللذين لا نستطيع تخيل الحياة من غيرهما.
أنا فى حديثى أريد أن أتوجه إلى الشباب لأنه وببساطة هذه الفئة تمثل المستقبل الذى هو فى علم الله وحده، ونشكر الله على هذه النعمة وكلى ثقة أننا قادرون على تغيير واقعنا، ولكن إذا أردنا ذلك فالحلول ليست بيدى وحدى، ولكنها متمثلة بنا جميعا.
وختاما أريد كلا منا أن يبحث فى داخله عن جذوره ويعيد إليها الحياة..
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة