«الكادر يا وزير التعليم.. بصراحة جالنا وكدرنا.. وأملنا طيرته مع الريح.. وضيعت كل أملنا».. توقيع: مشرفو النشاط بمدارس الغربية

ما سبق هو زجل أحد المعلمين، ليسجل ميلودراما الكادر التى يعيشها 200 من مشرفى النشاط بمحافظة الغربية، يقول يحيى إبراهيم محمد «40 سنة» مشرف النشاط بمدرسة سجين الكوم الابتدائية النموذجية بقطور بالمحلة الكبرى، الذى يحمل مؤهل دبلوم صنايع عام 1987، يقول: «اتعينت بعد حصولى على الدبلوم بأربع سنوات وما أعيشه وأعرضه إنما هى شكوى 200 زميل مثلى يعانون من نفس المشكلة فى محافظة الغربية، وإن كانت هذه المشكلة هى مشكلة عامة لجميع مشرفى النشاط على مستوى الجمهورية، لمن يحمل نفس مؤهلى، وتم تسكينه على نفس الوظيفة التى أشغلها».

تبدأ الحكاية منذ أن أعلن وزير التربية والتعليم تحسين الظروف المادية للمعلمين وتدبير ميزانية للكادر خاص، ولكن بعد اجتياز الاختبارات اللازمة، ولأن المعلمين ملتزمون واعتادوا على الطاعة، دخلوا الامتحان، وبرقم الجلوس 1000364916 امتحن يحيى إبراهيم، و بكود معلم رقم 832525 فى يوم 25/8/2008 حصل على شهادة تفيد بنجاحه مع آخرين فى مهارات اللغة العربية والكفاءة التربوية ومادة التخصص، وهى مجال الصيانة والترميمات، وتضمنت الشهادة تهنئة باجتياز اختبارات تطبيق المرحلة الثانية من كادر المعلم، أى أن وزارة التربية والتعليم تعترف بنجاح هذه المجموعة من مشرفى النشاط، ويتبقى أن يطبق نظام الكادر الخاص عليهم، بناء على قرار محافظ الغربية رقم 128 لسنة 2009 بتسكين المعلمين لمن تتوافر فيهم شروط صرف بدل معلم واجتيازهم المرحلة الثانية بنجاح.

ولأن يحيى وزملاءه يندرجون تحت مسمى وظيفى المجموعات الفنية تعليم (بداية من الدرجة الثالثة إلى كبير، وهم على الدرجة المالية الثانية)، وتنطبق عليهم جميع الشروط إلا أنه لم يتم تسكينهم على الوظيفة المناسبة، رغم أن الوزارة تمتحن مجموعة أخرى تحمل نفس المؤهل وتشغل نفس الوظيفة.

يقول يحيى: «على الرغم من أن الوزارة تساوى مشرفى النشاط بالمعلمين وتخصم مقابل زمالة ونقابة ومكافأة امتحانات، أى أنها تعترف بهم اعترافا كاملا كمعلمين سواء فى الاستقطاعات المادية أو فى اختبارات الكادر، إلا أنها ترفض تسكينهم على درجة معلم لأنهم لا يحملون مؤهلا عاليا، وطالما الأمر كذلك فلماذا يتم عقد امتحان المجموعة أخرى و«تعشيمهم»، وأساسا عندما تم رصد ميزانية لكادر المعلمين ضمت كل هذه المجموعات العاملة فأين هى الأموال المخصصة؟».

ويستغرب يحيى من موقف الوزارة من عدم التسكين، يقول ساخراً: «ليه الحكومة مطلعة روحنا على 186 جنيه لا يشفعوا ولا ينفعوا فى ظل هذا الغلاء الفاحش، لكن عموما إحنا صرفناهم على تلغرافات شكاوى للمسئولين فى المحافظة والوزارة، قبل ما نقبضهم ده إذا قبضناهم».