وصلة السب والشتائم بموسم الصيف السينمائى

الأحد، 19 يوليو 2009 02:26 م
وصلة السب والشتائم بموسم الصيف السينمائى : تامر حسنى فى "عمرو وسلمى2" يطلق شتائم "يا واطية" "ويا لطخ"
كتب محمود التركى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الجمهور عاوز كدة، جملة طالما سمعناها وحفظناها عن ظهر قلب، ورددها كثيرا صناع السينما، للدفاع عن مضمون أفلامهم وما تتضمن من مشاهد وألفاظ، وواجه ذلك الشعار أيضا ردود فعل معارضة من جانب بعض النقاد، معتبرين أن هذه حجج واهية.

لكن ما يثير التساؤلات حاليا هو وجود شتائم لا حصر لها فى أفلامنا السينمائية التى عرضت خلال موسم الصيف الحالى، فهل فعلا الجمهور يريد سماع تلك الشتائم، خصوصا أنها "بنت الشارع" كما يقولون، فمثلا فى فيلم "عمرو وسلمى2" نرى بطله تامر حسنى يطلق الشتائم فى كل اتجاه ومنها "يا واطية" "ويالطخ" وغيرها من الألفاظ النائية التى تجرح أذن المشاهد خاصة الأطفال منهم.

وفيلم "إبراهيم الأبيض" بطولة السقا ومحمود عبد العزيز حيث يصرخ الأخير فى أهل منطقته – بحكم أنه كبيرهم - قائلا "حد ليه شوق فى حاجة يا ولاد الكلب"، وسمعنا ألفاظ مثل "يا ابن الرقاصة" فى فيلم "بدل فاقد" لأحمد عز، كما لا يخلو فيلم "دكان شحاتة" بطولة محمود حميدة وعمرو سعد وسعد وهيفاء وهبى من الشتائم من منطلق أن أبطاله يجسدون أدوارا لأناس من منطقة شعبية، وهو التبرير الذى يسوقه المؤلفون والمخرجون مؤكدون أنهم يعبرون وينقلون مفردات الواقع إلى السينما، والأخيرة لا تنفصل عن الواقع، وطالما أن الواقع ملىء بالشتائم فالسينما يجب أن تحظى بعدد غير قليل منها.

وينفى أحمد البدرى مخرج فيلم "عمرو وسلمى" تضمن الفيلم لأى ألفاظ وشتائم مشيرا إلى أنها تعبيرات عادية يستخدمها الكثيرون فى الشارع، وأنها لا تؤذى أحداً، ويكفى أن الفيلم حقق أعلى إيرادات فى موسم الصيف حتى الآن وهو ما يدل على إعجاب الجمهور به.

بينما يؤكد الناقد طارق الشناوى أن الجدل حول الموافقة على وجود شتائم صريحة وعلنية فى أفلامنا يحتاج إلى إعادة نظر فليست كل الأمور سواء، فمثلا الفنانة القديرة فاتن حمامة قالت مخاطبة محمود يس "يا ابن الكلب" فى فيلمهما الشهير "الخيط الرفيع" إخراج هنرى بركات ووقتها لم يكن جمهور السينما معتاد على مثل تلك الألفاظ، حيث تم انتاجه فى أوائل السبعينيات من القرن الماضى، لكن اللفظ هنا جاء فى إطار سياق درامى يخدمه ولم يكن شيئا شاذا، حيث قالتها فاتن لانفعالها على زوجها وغضبها منه لأنها أعطته كل شىء وهو خانها.

وبالتركيز على تلك الجزئية يتضح لنا مدى الإشكالية التى نحن بصددها، فإذا جاء اللفظ الخارج أو الشتيمة دون ضرورة درامية شديدة فمن الأفضل الاستغناء عنها لأنها فى هذا الوقت ستكون عديمة الفائدة ومؤذية ولن تضيف إلى العمل الفنى، ولكن إذا جاءت لتصل بنا إلى معنى يخدم السياق الدرامى فهى هنا مقبولة وضرورية.

والمفارقة أن معظم المؤلفين والمخرجين يطلقون لأنفسهم العنان فى وضع شتائم كثيرة على لسان شخوص أفلامهم المنتمين لبيئة شعبية ويتمتعون بحضوظ قليلة فى التعليم، ولا يفعلون الأمر نفسه فى مع شخوص إبداعاتهم من الشريحة الاجتماعية الأعلى أو خريجى الجامعات، رغم أنه واقعيا لا تتوقف الشتائم عند شريحة اجتماعية محددة، وهو ما يوضح قصورا وصورة نمطية فى تناول صناع السينما المصرية للواقع.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة