لعبت مكتبة الإسكندرية دوراً محورياً فى تأسيس أكبر مكتبة رقمية عالمية، والتى أطلقتها من باريس منظمة اليونسكو أبريل الماضى، بالتعاون مع مكتبة الكونجرس وجهات عالمية أخرى.
وتتيح المكتبة لمستخدميها من القراء والدارسين والمهتمين الاطلاع على كنوز العالم المعرفية والثقافية عبر هذا الأرشيف الإلكترونى الذى يتضمن مقتنيات أكثر من 30 مؤسسة عالمية.
من جانبه، صرح الدكتور سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، بأن اليونسكو استعانت فى هذا المشروع الضخم بالمساعدات التقنية من فريق عمل متخصص من مكتبة الإسكندرية، والذى كان له اليد فى وضع أساسات هذه المكتبة الرقمية الهائلة. وأكد أن مكتبة الإسكندرية تعتبر رائدة فى رقمنة الكنوز الثقافية فى العالم العربى، فقد أسهمت المكتبة بإضافة كتاب وصف مصر للمكتبة الرقمية العالمية، والذى يرجع تاريخه إلى حملة نابوليون بونابارت على مصر عام 1798، والذى تم تحويله إلى صورة رقمية بمعرفة مكتبة الإسكندرية عام 2007.
وأشارت الدكتورة نهى عدلى مديرة إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمعهد الدولى للدراسات المعلوماتية بالمكتبة، إلى أن تدشين المكتبة الرقمية العالمية تم فى إطار المفهوم العالمى الجديد للمكتبات، وامتداداً للاتجاه العالمى نحو إتاحة المعرفة للجميع.
ولا تعد المكتبة الرقمية العالمية موقعا إلكترونيا عاديا بقدر ما هى أرشيف فريد يتضمن مجموعة من المراجع والوثائق والمخطوطات النفيسة التى تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، وتساهم فيها جهات عالمية عدة. ومن بين ما توفره المكتبة الرقمية؛ مخطوطات صينية قديمة وأخرى عربية وإسلامية، إضافة إلى وثائق تاريخية من أمريكا وأوروبا وغيرها من بقاع العالم.
ويهدف هذا المشروع الكبير إلى توسيع حجم الاطلاع على المنتج الثقافى والمعرفى الكونى عبر الوسيلة التى يتسع انتشارها واستخدامها فى أرجاء المعمورة، أى الشبكة الإلكترونية التى تصدرت عالم المعلومات وأنهت هيمنة الوسائل التقليدية، الأمر الذى يسهم فى ردم الهوة الحضارية بين أطراف العالم، ويعمق التفاهم الإنسانى ويصبح أداة تعليم وبحث نادرة.
واعتبر جيمس بيلينجتون مدير مكتبة الكونجرس، الذى يقف وراء فكرة المكتبة العالمية، فى تصريح للصحافة، إن إطلاق المكتبة "سبيل لتحفيز الناس على التفكر فى تفاعل الثقافات، وهو ما نأمل أن يعزز التفاهم والرغبة بالاطلاع على المنجزات الثقافية على الصعيد الإنسانى".
وستتضمن المكتبة نفائس المراجع بما فى ذلك أرشيف مكتبة الكونجرس، التى تأسست عام 1800، ومواد من مختلف أنحاء العالم منها وثائق ومقتنيات من الجهات المشاركة مثل مكتبة الإسكندرية، التى ساهمت بوضع أسس هذا الصرح الثقافى الإلكترونى.