ما زال شهداء المسلمين يتساقطون فى العالم الغربى- فرادى أحيانا أو بصورة جماعية فى بلاد أخرى؛ ولكننا حتى الآن لم نفهم ولن نفهم العقلية الغربية والمستعصية على الفهم، لكن هناك أدوات ما تفضحهم لنا؛ ولكننا لا ندرك ذلك، فأخطر تلك الأدوات لا ترتكز على الكونجرس أو مجلس الشيوخ أو أى مؤسسة أخرى؛ وإنما تتمثل فى توجيه الرأى العام عبر السينما الأمريكية؛ صناعة وتجارة وفن سياسة، ووصول أسود إلى البيت الأبيض لم يكن إلا نتيجة ترويج السينما لتلك الفكرة على مراحل إلى أن أتت بنتائجها.
هل شاهد أحدكم فيلم المملكة؟.. هو فيلم سينمائى أمريكى حديث جدا، وتدور أحداثه حول العمليات التفجيرية التى تمت بمنطقة الخبر فى المملكة العربية السعودية والذى راح ضحيتها المئات من العرب والأجانب، ودارت أحداثه حول عملية تحقيقات واسعة وتعاون كامل بين الأجهزة الأمنية فى المملكة والأجهزة الأمريكية، ولكن ليس هذا هو بيت القصيد.
ففى منتصف الفيلم والحدث الذى راح ضحيته أحد عملاء الأجهزة الأمريكية العاملة فى المملكة العربية السعودية، همس أحد العملاء العاملين فى مكتب التحقيقات فى أذن زوجة ضابط المخابرات بكلمات، وفى نهاية الفيلم وعقب مقتل العقل المنظم لتلك العمليات الانتحارية أو الإرهابية فكما يحلو للبعض أن يطلق عليها همس الرجل الكبير فى العمر إلى حفيدة الصغير بكلمات.
وفى نهاية الفيلم سأل أحد زملاء الضابط عما همس به إلى زوجة الضابط الذى قتل؛ قال له بأنه طمأنها بأنهم سوف يقتلون كل العرب، وسألت أم الحفيد عما قاله له الجد فقال لها بأن العرب سوف يقتلون الأمريكيين كلهم.
تلك خلاصة الفيلم والنتيجة التى أراد المخرج أن يوصل بها رسالة من نوع مخالف لكلمات التحرر أو الحرية أو الديمقراطية وما يحاولون به العبث بعقول أولادنا.
رسالة من أخطر الأنواع، رسالة مباشرة إلى العقول بأننا سوف نظل فى صراع دائم بيننا؛ بل ومفروض علينا؛ شئنا أم أبينا. فهل سوف نستمر بانعقاد الأمل على أمريكا أن تزرع الحرية، وأن تجعل من حلم الديمقراطية للمقهورين حلمًا يعيشون عليه، وهم يضمرون لنا الشر كله.
معنى ترسيخ هذا المفهوم لدى المواطن الغربى يؤكد أن الدكتورة مروة وغيرها من شهداء هذا الشهر لن يكونوا آخر القتلى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة