وسط تواجد أمنى مكثف.. وتبادل الاتهامات بين الجهات الحكومية..

جنازة جماعية لشباب الحصفة ضحايا بالوعات الموت

السبت، 18 يوليو 2009 12:49 م
جنازة جماعية لشباب الحصفة ضحايا بالوعات الموت المرحوم هشام الذى حاول بشهامته إنقاذ الطفل فلحق به
كفر الشيخ ـ عبير زاهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكد دموع الثكالى والمكلومين من أمهات وآباء وزوجات وأشقاء ضحايا البالوعات بقريتى حميدة وأبو سكين، بمركز الحامول أن تجف، ولم تكد دماء شهداء "الصهينة" الحكومية وإهمال المسئولين أن تبرد، حتى وقعت الوقعة التى راح ضحيتها ثلاثة من خيرة شباب قرية الحصفة التابعة لمركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ التى كانت على موعد مع القدر ليخرج أهالى القرية والقرى المجاورة عن بكرة أبيهم فى موكب جنائزى مهيب تعدى قوامه الــ10 آلاف مشيع تحوطه التشديدات الأمنية المكثفة لتوديع فوج جديد من شهداء الإهمال

أغفل المقاول الذى أسندت إليه عملية تنفيذ مشروع الصرف الصحى بالقرية تغطية البالوعات بوسط الطريق وأثناء مرور الطفل على حسن الشوادفى سالم الذى لم يتعد عمره اثنى عشر ربيعًا فى طريقه للمسجد لتلقى دروس القرآن الكريم على يد محفظه الشيخ إبراهيم على الصباغ حتى أفلت حذاؤه سابحًا فى (البيارة) وببراءة الأطفال نزل(علىّ) محاولاً استخراجه ليغرق على عمق ثمانية أمتار ونصف ليتحول احتفال أسرته بنجاحه فى شهادة إتمام المرحلة الابتدائية إلى سرادق أرجأوا قبول العزاء فيه حتى ينتقم الله ممن كان سببًا فى وأد فرحتهم.

وتناهت صرخات الطفل بين ظلمات البالوعة إلى سمع هشام طه محمد حتحوت 23 سنة فرد أمن بإحدى شركات المقاولات، كان يجهز لزفافه بعد أيام ليهرع- بدافع الشهامة- إلى البالوعة محاولاً إغاثة الطفل حتى يلحق به هو الآخر تاركاً عروسه، تبكى أطلال ذكراه بين محتويات "شوارها".

ثم لحقه حمدى جمعة 25 سنة إلى البالوعة ليلقى حتفه هو الآخر تاركًا عروسه التى بنى بها منذ عدة أشهر وأسرة كبيرة العدد كثيرة المطالب كان العائل الوحيد لها، أمّا عادل صبرى عبد الغنى (36 سنة) فقد اعتمد على خبرته كعامل سابق بأحد مشروعات الصرف الصحى فحاول إنقاذ الضحايا إلاّ أن الغازات داخل البيّارة كانت أقوى من خبراته فخر مغشيًّا عليه فى حالة خطيرة، وكذلك أشرف جمعة محمد 20 سنة أصيب هو الآخر أثناء محاولة الإنقاذ، وبعد قرابة الساعتين حضرت قوّات الإنقاذ فى تباطؤ و(برود) يحسدون عليه، لم يدفعهم لانتشال الجثث إلا ثورة الأهالى الذين فقدوا فلذات أكبادهم.

التقينا العديد من أهالى القرية الذين أكدوا أن مشروع الصرف الصحى بالقرية تنفذه شركة (اكتنو) تحت الإشراف المباشر لشركة مياه الشرب والصرف الصحى بكفر الشيخ ويوجد به عيوب فنية وهندسية كثيرة.

يقول سمير وهيدى أمين مكتب السجل المدنى بالرياض- عم الطفل-: أحمّل المحافظ ورئيس المدينة ورئيس شركة المياه ومقاول المشروع؛ مسئولية إزهاق أرواح 3 من شباب القرية، والتقاعس عن إنقاذهم مشيرًا إلى إبلاغهم أكثر من مرة بخطورة البالوعات المكشوفة دون جدوى.

ويضيف إبراهيم أحمد حامد- أحد المواطنين- أن المقاول ترك المشروع دون إتمامه والمحافظ افتتح المشروع دون المرور بالقرية مشيرا إلى أن موظفى الحكم المحلى ضللوا المحافظ، مما كانت نتيجته حصد الأرواح وما زالت البالوعات مفتوحة فى انتظار حصاد جديد، وبينما تنحدر الدموع من عينى أحمد 15 سنة شقيق الطفل على قال: آخر كلمة قالها على (أنا رايح المسجد)، وانهمرت دموعه

أما إسماعيل عبد الله سالم ابن عمة هشام وعم الطفل على يؤكد حضوره من عمله على إثر اتصال تليفونى نعى إليه الخبر، وكان لقاؤنا مع عادل صبرى عبد الغنى أحد الناجين من الحادث الذى قال بينما الدموع تملأ عينيه": أنا فى الأصل من دير مواس بالمنيا وحضرت لهذه القرية منذ 6 أعوام وكنت أعمل فى مشاريع الصرف الصحى وعندما علمت بالحادث هرعت لإنقاذهم فجميعهم أصدقائى وخاصة هشام وعندما نزلت لم أستطع مقاومة الغازات رغم إمساكى بيد أحد الضحايا إلا أننى لم أستطع انتشاله نظرا لارتخاء أعصابى ولم أدر بنفسى إلا فى المستشفى، ويضيف عبد العزيز شقيق حمدى قائلاً: علمت بوفاة أخى واثنين معه بالتليفون.

وتساءل: هل يعقل أن تكون قرية الحصفة هى الأم للعديد من القرى والتوابع، وبها عضوا مجلس الشعب والشورى ويكون حالها بهذا السوء، أما أشرف نايل محامى الضحايا فيبدى تعجبه من تبادل الجهات الحكومية إلقاء اللوم وتوجيه الاتهامات؛ فالشركة المنفذة تلقى باللوم على شركة المياه، والأخيرة تلقى باللائمة على الوحدة المحلية فى محاولة من الجميع للتنصل من جريمة هدر دماء شابين وطفل فى عمر الزهور، وأكد أنه لن يتوانى عن ملاحقتهم قانونيا، ولن يهدأ له جفن حتى يثأر- بالقانون- من كل من تسول له نفسه التهاون فى مصلحة المواطنين البسطاء.

وما زالت تحقيقات إيهاب رفعت وكيل نيابة مركز كفر الشيخ بإشراف المستشار أحمد طلبة المحامى العام لنيابات كفر الشيخ فى المحضر رقم 3013 لسنة 2009 تحاول كشف النقاب عن المتسبب ليقتص منه القضاء قبل أن يلقى مصيره بين يدى الله.

يذكر أن النائبين خالد أبو سمرة نائب الشورى المخضرم وعبد الفتاح الشرنوبى نائب الشعب اكتفيا بتأدية العزاء تليفونيا ولم يحركا ساكنا رغم أنهما من أبناء هذه القرية.

عادل الصعيدى احد الناجين


الطفل على الضحية الاولى


أحمد شقيق الطفل على







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة