المهندس توفيق ميخائيل يكتب:الإنسان والأرض

تعلمنا فى الهندسة أن نرسم مساقط أفقية ورأسية وجانبية وقطاعات حتى يكون المبنى واضح المعالم لمن يريد، كما تعلمنا أن نرسم نظرة طائر.

فتعالوا نحلق قليلا وننظر لكوكبنا كوكب الأرض.. منظر سطح الأرض مخيف. يوجد بشر لا تجد ماء نقيًّا للشرب أو مأوى أو ملبسًا أو حتى رغيفًا.. دماء.. أشلاء تتناثر تختلط بأرض تصرخ يا لطيف.. قسوة وتجبر وسلاح لاهم له إلا أن يقتل ويدمر ومن الخراب يضيف.. آه لو فتحت الأرض فاها وابتلعت الأشرار، يرتاح العالم ويسود العدل ولكن لن يسع باطنها كل الأشرار.

آه لو ساد سطح الأرض قانون.. ماذا لو أغرقت أمريكا العراق وأفغانستان والصومال والبوسنة بآلاف الأطنان من وسائل المعيشة الكريمة من مأكل وملبس ومواد بناء وأجهزة منزلية.. وماذا لو تحولت أدوات الحرب والدمار إلى أدوات إنتاج وتعمير؟.. لو كل طلقة أو دانة كانت رغيفًا، والدبابة مخبزًا أو فرنا، والطيارة مصنعًا؟.

إن فى الأرض خيرات تكفى سكانها ويفيض.. ماذا لو عم السلام العالم؟.. تفغر الأرض فاها وتغمر الأرجاء بالخيرات وتملأ بطون البنين والبنات.

خلق الله الأرض نعيما كثير الثمرات وارف الظلال، نقية الماء والهواء.. ماذا فعلت بالأرض يا إنسان؟
ماأقساك!! بل قل: ما أغباك!.