ردا على حالة الغضب التى اعترت إسرائيل إثر استقبال سويسرا لوفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، نشرت صحيفة "لوتون" السويسرية تقريرا اليوم، الجمعة، تؤكد فيه أن سويسرا على عكس الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، ترى أن حركة حماس ليست منظمة إرهابية، وأنها تشجع الحوار بين جميع الأطراف النزاع.
تستهل الصحيفة مقالها بالإشارة إلى أن هذه التوترات بين سويسرا وإسرائيل ليست بجديدة خلال الآونة الأخيرة. فقد سبق واستدعت إسرائيل سفيرها لدى سويسرا، إيلان إلجار، فى إبريل "للتشاور"، وكان ذلك تعبيرا عن غضبها حيال اللقاء الذى تم بين رئيس الكونفدرالية ونظيره الإيرانى محمود أحمدى نجاد فى 19 إبريل على هامش مؤتمر داربان حول العنصرية. إلا أن السفير الإسرائيلى سرعان ما استأنف مهام عمله فى برن بعدها بأيام قليلة.
تذكر الصحيفة أن وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمى راى، قد فسرت موقف بلادها حيال إجراء اتصالات مع حركة المقاومة الإسلامية قائلة إن "حماس تعد طرفا سياسيا مهما لا يمكن تجاهله فى حل النزاع الفلسطينى الإسرائيلى". وهى مما لا شك فيه العبارة نفسها التى رد بها الديبلوماسيون السويسريون على السفير الإسرائيلى فى برن، الذى توجه أمس الخميس إلى وزارة الخارجية، بناء على رغبة حكومته لطلب إيضاحات حول حقيقة استقبال وفد من حماس برئاسة محمود الزهار قبل حوالى أسبوعين فى سويسرا، لعقد لقاءات مع دبلوماسيين، من بينهم المبعوث الخاص للشرق الأوسط.
وذلك فى الوقت الذى أكدت فيه من جانبها ميشلين كالمى راى أن هذا اللقاء قد حضره أيضا خبراء من المجموعة الدولية للخدمات أو "إنترناشيونال كرايسز" جروب، بما فيهم أمريكيون. وفى نفس السياق، أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن المقابلة قد تمت تحديدا بين محمود الزهار وباسم نعيم وتوماس بيكرينغ، وكيل وزارة الخارجية وسفيرأمريكا السابق لدى الأمم المتحدة. وتضيف صحيفة "لوتون" احتمال مشاركة خبراء بريطانيين أيضا خلال هذه اللقاءات.
وتشير "لوتون" إلى أن هذا النوع من الاجتماعات فى حد ذاتها التى تنظمها سويسرا لا تثير الدهشة. حيث إنها على عكس الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة لا تعتبر حماس منظمة إرهابية، كما أنها تشجع على الحوار مع جميع أطراف النزاع. ويأتى هذا الاجتماع الأخير فى إطار سلسلة مباحثات مستمرة منذ عدة شهور.
وقد سبق وأشار بالفعل قادة حماس فى غزة فى يناير 2008 إلى وجود محادثات مع إسرائيل يشارك فى تسهيلها مبعوثون من برن. ومن ثم فإنه من المعروف أن سويسرا تعمل فى سرية من أجل المشاركة فى إيجاد حل للأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، تماما كما فعلت على سبيل المثال عندما سمحت بعقد اجتماعات غير رسمية بين الأميركيين والإيرانيين فى جنيف على مدار ست سنوات.
وتخلص الصحيفة إلى أنه إذا كانت سويسرا تعد إجراء حوار مع حركة حماس لا يزال يشكل ضرورة للتوصل إلى تسوية دائمة للصراع الفلسطينى الإسرائيلى فإن باراك أوباما نفسه قد أشار إلى أهمية القوة السياسية لهذه الحركة، خلال خطابه الذى ألقاه فى القاهرة فى 4 يونيو. وهذا ما يفسر وجود أميركيين مع قادة حماس خلال هذا اللقاء الأخير فى سويسرا.
