ضمن مشروع مكتبة الأسرة، الذى ترعاه السيدة الفاضلة سوزان مبارك صدرت طبعة جديدة من كتاب العالم الكبير أحمد أمين "زعماء الإصلاح فى العصر الحديث"، وزعماء الإصلاح الذين يتحدث عنهم المؤلف هم محمد بن عبد الوهاب، مدحت باشا، السيد جمال الدين الأفغانى، السيد أحمد خان، السيد أمير علما، خير الدين باشا التونسى، على باشا مبارك، عبد الله نديم باشا، السيد عبد الرحمن الكواكبى، الشيخ محمد عبده.
يستهدف المؤلف من الحديث عن هؤلاء الزعماء أن يكون فيما يصور من حياة المصلحين ونوع إصلاحهم باعثاً للشباب، يثير همهم، فيحذون حذو أولئك المصلحين، ويهتدون بهديهم وينهضون بأممهم، ويضيف أحمد أمين، أنه من حقهم علينا أن نحيى سيرتهم ونجدد ذكراهم ونبين مبادئهم، فربما جهل كثير من الشباب تاريخهم ونتأثر فى حاضرنا ومستقبلنا بآرائهم وأعمالهم.
يقول أحمد أمين عن السيد جمال الدين الأفغانى "1839-1897م"، إنه يرمى إلى إصلاح العقول والنفوس أولاً ثم إصلاح الحكومة ثانياً، وذلك عن طريق إصلاح الشعب، وجمال الدين الأفغانى شريف النفس ينتمى إلى الحسن بن على، وقد جمع إلى شرف النسب عزة السيادة، وقد تعلم الفارسية والعربية وتعلم الفرنسية وكان يتمتع بذكاء متوقد وبصيرة نافذة وتوليد للأفكار والمعانى، وأخلاقه فهى سلامة القلب، وهى ساندة فى صفاته، وكان يستهدف فى درسه النظامى توسيع عقول الطلبة وتفتيح آفاق جديدة فى فهم العالم وتعليم الحرية فى البحث.
أما الشيخ محمد عبده "1849-1905م"، يقول أحمد أمين، إنه درويش من الشخصيات، فقد أحاطت به ثلاث نجوم أضاءت جوانب نفسه، الشيخ درويش والشيخ حسن الطويل والسيد جمال الدين. وقد عين مدرساً للتاريخ فى دار العلوم، وبدأ يكتب فى الأهرام فى السنة الأولى من صدورها عام 1876، وكان مجاوراً قبل أن ينال شهادة العالمية، فكتب مقالاً قبل أن ينال شهادة العالمية، وكان عنوان المقال "الكتابة والقلم" كما كتب أيضاً عن "العلوم العقلية والدعوة إلى العلوم العصرية"، ولما تولى رئاسة النظار رياض باشا اتجه إلى إصلاح "الوقائع المصرية" واختار الشيخ محمد عبده لهذا الإصلاح، فضم محمد عبده إليه سعد زغلول وإبراهيم الهلباوى وغيرهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة