أحمد الفصيح يكتب: وإنا لصادقون

الجمعة، 17 يوليو 2009 03:40 م
أحمد الفصيح يكتب: وإنا لصادقون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المأثور والمعروف أن الصدق هو أقرب الطرق إلى النجاة، ولكن البعض يفضل دائما الكذب والخديعة حتى يخرج من دهاليز النفق المظلم الذى وضع نفسه والآخرين بالباطل بداخله، لكى تتشابك الخيوط وتختلط الأمور ما بين الشك واليقين، والحقيقة والخيال، والحلم والأوهام، ويبقى السؤال إلى متى سيظل الصدق غائبا عن حياتنا ومُهمَل فى كل الأوقات التى نستعين فيها ببدائله ؟.

أتوجه بدعوة صادقة من أعماق القلب لتغيير الحياة إلى الوجه الأصلح من خلال حياة بيضاء ناصعة لا يشوبها أى شائبة بعيدا عن الافتراءات مليئة بالصدق، حتى نضمن جمعيا الوصول إلى حسن الاختيار، وهذا ما تركز عليه أغلب العادات الأوربية والدول الغربية التى تخلت بالفعل عن أشياء ومعتقدات كثيرة هامة لا يمكن تهميشها، إلا أنهم فى الوقت ذاته يحاولون تحرى الصدق فى الحياة السياسية والاجتماعية وغيرها، وأشهر تلك الوقائع فضحية الرئيس الأمريكى السابق كلينتون مع مونيكا التى تسببت فى الإطاحة به خارج أسوار البيت الأبيض ذلك كله، لأنه لم يصدقهم القول فقط دون النظر إلى فعلته الشنعاء.

الوقائع والقصص والروايات كثيرة لم ولن تنتهى، ولكن يبقى أن نتعلم منها حتى ولو لبعض الوقت، وتعالوا نفتح قلوبنا وأسماعنا وأفواهنا لكلمات صادقة تملا أرجاء عالمنا المظلم بشعاع من النور الغائب الذى لا يمكننا الوصول إليه إلا فى لحظات قليلة كالهفوات تتخلل أوقاتنا.. ولكن أعيرونا أذهانكم لبعض الوقت حتى نرى كيف يمكن أن تتغير كل زوايا الحياة، إذا تعمدنا الصدق الذى لا بد وأن نبدأ أولا بأنفسنا ليكون كل منا صادقا مع نفسه، ثم بعد ذلك يجب الصدق مع أقرب الأقربين من داخل البيئية الصغيرة من الأسرة، ثم بالطبع لم يتبق لنا سوى المجتمع ليتغير بكل مفاهيمه إلى مجتمع صادق.

الفكرة والدعوة تبدو مجنونة من الوهلة الأولى فى زمن اندثرت فيه كل الحقائق، لكن يبقى الأمل قائما فى شخصك وفى شخصى وفى كل من نثق فيه ونحبه، وعلينا أن نحاول من الآن بكل صدق أن نغير ما يمكن تغييره لإنقاذ أخير للحقيقة، وعلينا كأهل صدق أن نكون أصحاب دعوة ونطلق العنان من مجتمعنا الإسلامى والعربى والشرقى الذى بدأ يغرق رويدا رويدا فى ظلمات لا حصر لها، فتعالوا سويا نرفع غياهب المرض اللعين ونبدله بأصدق القول فى السر والعلن.

الصدق لم ولن ينتهى أبدا والكذب لن يدوم ولن يحيا مهما طال عمره، لأنه أقرب إلى الفناء والكذب وقد يوقعك فى شر أعمالك دون قصد منك، وإذا كنت كذبوا فلا بد أن تكون ذاكروا لتتذكر كل ما تكذب فيه، ولكنك لن تستطيع ولن تمهلك الذاكرة على استيعاب كم هائل من الأكاذيب، ولكن للصدق طريق واحد مستقيم لا اعوجاج فيه، فكن فى طريق واحد تسلكه لتصل إلى ما تريد بدلا من التخبط ولنبدأ جميعا من الآن.. وأنا أول الداعين فكن أنت أول الصادقين..





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة