عندما كنت صغيرة كنت أحب جدا أن أقراء مقولة صدق أولا تصدق التى تنشر بجريدة الأهرام لما فيها من أخبار غريبة وطريفة أحيانا، كنت أذهل عند قراءتها أو أضحك على ما بها من طرفة، وكنت أستعين بهذه المقولة فى فقرتى لبرنامج الإذاعة المدرسية، لكنى اليوم ومن خلال تفكيرى فى بعض من مواضيع المجتمع وجدتنى أمام صدق أو لا تصدق جديدة فى هذه المرة، وجدتنى أتخيل نفسى فى برنامج الإذاعة المدرسية أقول لزملائى صدق أو لا تصدق يحدث بالمجتمع المصرى، ولكن ما سأقوله لن يذهل أو يضحك، بل سيصاب من يسمع أو يقرأ بالصدمة والذهول وربما سينخرط فى موجة من البكاء.
صدق أو لا تصدق فى ظل قيام الدولة بمحاولة التخفيف على محدودى الدخل بعمل إسكان شباب بمقدم بسيط وإيجار شهرى بسيط مساعدة منها فى تخفيف الأعباء على الأسرة المصرية وجد أن هناك بعضا من الموظفين المسئولين عن هذه المشاريع يتقاضون رشوة تعادل ضعف قيمة مقدم الحجز، حتى يرسوا هذه الشقق على من يريدون. نعم هذا حقيقى فأثناء جلوسى مع مجموعة من الجيران وجدت جارة لنا تحكى أنها مقدمة لابنها لحجز شقة بإسكان مبارك للشباب الذى مقدمه 5000جنيه، وأنها حتى الآن دفعت 20000 جنيه للمسئولين فى هذا المشروع من أجل إرساء الشقة على ابنها ومازالت تنتظر. أيضا موقف سمعته من شخص قال لى لكى تحصلى على شقة فى إسكان مبارك للشباب فأنت تقومي بتقديم أوراق وتدفعين مقدم حجز 5000 جنيه، ثم بعد ذلك يأتى إليك موظفون من الحى ليقيموا مدى استحقاقك لهذه الوحدة، ولابد أن تعطى كل واحد فيهم مبلغ من 100 إلى 200 جنيه، حتى يكتبوا تقريرا جيدا، ثم بعد ذلك تدفعين مبلغا من 5000 إلى 10000 جنيه للمسئول لكى تنجحى فى الحصول على هذه الوحدة.
إذن فهذا المشروع أصبح خدمة وفائدة للموظفين معدومى الضمير ولا عزاء للبسطاء، أتساءل أين الرقابة على الموظفين المكلفين بهذا المشروع الحيوى جدا.
ففعلا الآن تجد موظفين يعملون بالمحليات التى من المتعارف عليه أنها ذات راتب صغير يسكنون فى بيوت كبيرة ومعهم أحدث السيارات، ويرتدون أحدث الماركات فأين جهاز الكسب غير المشروع، وأين جملة من أين لك هذا، أيضا استفزنى خبران تصدرا الصحف ليومين متتالين أولهم القبض على مرتشيين بمشروع ابنى بيتك، وثانيهم القبض على مرتشين فى مشروع العلاج على نفقة الدولة.
ألستم معى أن جميع هذه الأخبار لابد أن تندرج تحت باب صدق أو لا تصدق، فكيف تتحول مشاريع مخصصة للبسطاء إلى سبوبة لتلقى الرشوة وثراء بعض الموظفين، ألم يجد هؤلاء الموظفون سوى الفقراء وكل حلمهم شقة صغيرة لا تزيد مساحتها على 70م، أو تلقى علاج يرحمهم من آلام جسدهم حتى يستنزفوهم، أتفهم أن يعطى رجل أعمال مبلغ من المال ليسهل له عمله للهروب من الروتين، لكن أن يستنزف بسطاء لدفع مبالغ مالية غير مشروعة يضطروا أحيانا للاستدانة، لتوفيرها من أجل نيل حق بسيط لهم فهذا هو قمة الفاجعة. إننى أتساءل أين الرقابة على هؤلاء الموظفين، لماذا قبل أن يعينوا فى مشاريع حساسه تمس البسطاء الذين هم تقريبا 80 % من المجتمع المصرى لا يتم عمل تحريات عنهم وعن سلوكهم، كمثل التحريات التى تتم على الطلاب المتقدمين للكليات العسكرية، لماذا يترك هؤلاء الموظفون لاستنزاف البسطاء، وإذا تم الكشف عنهم يكون بعد وقت كبير وبعد أن استنزفوا عددا كبيرا من الناس.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة