نتيجة قمع الأويغور..

لوفيجارو: بكين تريد تجنب غضب الدول الإسلامية

الخميس، 16 يوليو 2009 05:46 م
لوفيجارو: بكين تريد تجنب غضب الدول الإسلامية بكين تسعى لتجنب غضب الدول الإسلامية
إعداد ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظلت الصين حتى وقت قريب مجرد متفرجة على الخلافات بين العالم العربى والإسلامى والدول الغربية، بل وحتى على العنف المستخدم مع حركة الإسلام الراديكالى. أما اليوم فها هى بكين تغوص فى قلب هذا النزاع بسبب الفتنة – الدموية – التى يشهدها المسلمون من الأويغور. وذلك خاصة بعد ردود أفعال الشارع الإسلامى التى تنذر باحتمال تعرض الآلاف من الصينيين الذين يعيشون فى أفريقيا والشرق الأوسط لأعمال انتقامية وبعد التهديدات التى تتلقاها الصين من الإسلاميين. بيد أن هذه التهديدات تأتى فى صالح السلطات الصينية التى ترغب فى الربط بين تنظيم القاعدة والأقلية الانفصالية بها.

يقول مراسل صحيفة "لوفيجارو" فى بكين، نقلا عن صحيفة Zaobao الصينية فى سنغافورة، الصادرة يوم الأربعاء، أن التوتر الذى تعيشه الصين الآن مع العالم الإسلامى يمثل إحدى المعطيات "الديبلوماسية الجديدة والهامة" التى ينبغى على القيادة الصينية أن تنظر إليها بصورة أكثر جدية، حيث إن الصين يمكنها بالفعل الآن أن تحشى من تصاعد أعمال التوتر، خاصة مع وجود أجواء الغضب فى "الشارع" الإسلامى، التى على استعداد للاشتعال، إذا تعرض "أشقاء المسلمين" للاضطهاد.

تقول "لوفيجارو" إن بكين على ما يبدو قد استوعبت هذا الخطر. وهو ما جعل الدبلوماسية الصينية تدعو الدول الإسلامية يوم الثلاثاء إلى مزيد من التفهم لحقيقة الوضع. حيث صرح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، قائلا: "نأمل أن تكون البلدان الإسلامية المعنية بالأمر قادرة على التعرف على طبيعة حقائق الأحداث التى وقعت فى 5 يوليو فى أورومتشى"، مؤكدا على أن تلك الاضطرابات كانت "تستهدف تخريب الصين وتهديد الوحدة العرقية بها".

ويعكس هذا التصريح قلق الصين إزاء رد فعل العالم الإسلامى، على الرغم من أن ردود الأفعال الرسمية كانت نادرة، باستثناء إيران وتركيا بالطبع. فقد ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن وزير الخارجية الإيرانى متقى قد اتصل بنظيره الصينى للتعبير عن "قلق الدول الإسلامية" حيال ما تشهده بكين. كم أدان رجال الدين فى إيران التجاوزات الصينية فى حملة القمع ضد الأويجور.

أما رئيس الوزراء التركى أردوغان فقد ذهب إلى حد وصف ما يحدث فى الصين بـ"الإبادة الجماعية"، وذلك أمام الغضب الذى أصاب الرأى العام فى تركيا. كما أعلن عن استعداده لمنح تأشيرة دخول لربيعة قدير، المنشقة الأويغورية التى تعيش فى المنفى فى الولايات المتحدة وتتهمها الصين بتدبير أعمال الشغب والاضطرابات فى أورومتشى.

ومن جانبها، أدانت منظمة المؤتمر الإسلامى "الاستخدام غير المتكافئ للقوة" من جانب الصين فى شينجيانغ. أما باقى الشوارع العربية والإسلامية فلم تشهد أى نوع آخر من انفجار الغضب ضد بكين، حتى لو كان قد تم إحراق الأعلام وبعض المنتجات الصينية هنا أو هناك.

أما الخطر الأكبر الذى تخشاه الصين فيتمثل فى خطر القاعدة، خاصة بعد التهديدات التى وجههتها للصين. ومن ثم فقد حظرت الصين مئات الآلاف من مواطنيها الذين يعملون فى أفريقيا والشرق الأوسط بتوخى الحظر.

بيد أن التهديدات التى أطلقها تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى يخدم صالح الصين، كما يشير أحد المحللين، حيث إن هذا الأمر يعطى وزنا للمزاعم الصينية بوجود علاقة بين القاعدة والانفصاليين من الأويغور، لم يتم إثباتها أبدا. فبعد أحداث 11 سبتمبر واكتشاف أن المغامرة فى أفغانستان تستهوى الشباب من الأويغور، قامت بكين بإدراج الحركة الإسلامية فى تركستان الشرقية على اللائحة السوداء للإرهاب.

وأمام ما قد يمثله تهديد القاعدة من خلط للأمور، أدانت ربيعة قدير هذه الدعوة للجهاديين فى المغرب، قائلة إن "الإرهابيين لا يجب أن يتحججوا بالتطلعات المشروعة للشعب الأويغورى ولا بالمأساة التى تعيشها تركستان الشرقية لارتكاب أعمال إرهابية ضد المصالح الصينية، سواء كانت دبلوماسية أو مدنية".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة