"سر هذا الكتاب ينبع من كيفية أن تقول ما تريد أن تقوله عندما تتحدث عن أشياء أخرى"، هكذا حدد الكاتب مؤمن المحمدى بعبارة واحدة مفاتيح كتابه الأول "أهو كلام" خلال حفل توقيع الكتاب بمكتبة حنين أمس، الأربعاء. مشيراً إلى أن تجربته الطويلة فى العمل الصحفى أسهمت فى تطويره على مستوى اللغة وأساليب الكتابة والأفكار، وأنه كان حريصاً على توجيه الشكر فى أول الكتاب لكل من أثروا فى مساره بطريقة أو بأخرى من داخل الوسط الصحفى.
والتقط طرف الخيط الكاتب الصحفى جمال الجمل، ليقول إن المميز فى مؤمن أنه شاب مثقف نشأ فى صعيد مصر ثم انتقل إلى القاهرة، وهؤلاء يكونون مخلصون لمشروعهم الثقافى أكثر من غيرهم كون القراءة والمعرفة كانت البديل الأهم بالنسبة لهم فى عالمهم المغلق. وأضاف أن مؤمن بدأ حياته شاعراً وعندما عمل بالصحافة مارس من خلالها طاقته الشعرية.
وقال الجمل إن "أهو كلام" عنوان مميز، ويعكس حرفياً حالة الكتاب، فالكتاب لا يقدم حكماً وإنما يطرح تساؤلات تظهر ثقافة الكاتب بأسلوب ساخر بالرغم من كونه جادا وغير مبتذل، فالكاتب يكتب باحترام ويتأمل الحياة البسيطة ليقول كلاماً عميقاً. وأضاف أن المحمدى فى "أهو كلام" يعيد الاعتبار للكتابة الساخرة الرصينة ويذكرنا بقلم النديم وجهاد الخازن، ليحفر له مكاناً بارزاً وسط موجة الكتابة الساخرة التى ملأت السوق بسطحية وبلا عمق.
الكاتب الصحفى عصام زكريا ركز أيضاً على فكرة الكتابة الساخرة، مشيراً إلى أن الكثيرين تمتد بهم السخرية إلى حد الاستهزاء والإساءة وهو ما لم يجد له أثراً فى "أهو كلام" الذى اتسم بغزارة اللغة، وتنوع الأفكار والمواضيع لدرجة تشعر معها أن كل موضوع قد يكون نواة لكتاب مستقل بذاته. وأضاف ذكريا أن مؤمن المحمدى يتميز بموهبة السخرية فى حياته اليومية، وأنه تمكن من توظيف تلك الموهبة فى قلمه المشبع بالتجارب والخبرات والرؤى ليقدم لنا كتاباً يظهر الفرق بين "الهزار" وبين النقد الساخر، وقال "قلم مؤمن المحمدى خفيف، وممتع، لكنه جارح أيضاً دون أن يدمى".
والكتاب صدر حديثاً بعنوان "أهو كلام.. كتابات ساخرة فى بلد مسخرة" للكاتب الصحفى مؤمن المحمدى عن الدار المصرية للنشر والتوزيع، ويضم مجموعة من المقالات الساخرة التى تتناول كافة الأحداث السياسية والاجتماعية والفنية فى المجتمع المصرى. وهو مقسم إلى 11 جزءا، الأول يضم مجموعة من المقالات المتنوعة منها، والقسم الثانى بعنوان "ميلاد حازم" والتى يحكى فيها تفاصيل ميلاد ابنه "حازم" وهى حكاية مأسوية حد الضحك وتعكس أوضاع المستشفيات فى مصر، أما القسم الثالث فيحمل عنوان "حكايتى مع تامر شعر السدر" والقسم الرابع فبعنوان "كلمات ليست كالكلمات" فيها يكتب عن بعض المصطلحات المصرية، أما القسم الخامس فهو "وشوش فى العاصفة كتب فيها "هيفا هى أمى، أبو تريكة وحب الملايين، الحقيقة الغائبة عن شوبير".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة