فى إطلالة سريعة فى مجال الفنون التشكيلية من نحت وتصوير وأعمال السريالية، أصدر المجلس القومى للمرأة كتابا تحت عنوان "المرأة المصرية والفنون الجميلة فى القرن العشرين" للدكتور أسامة السروى أستاذ النحت المساعد بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، حيث يلقى الضوء على وضعية المرأة فى إبداعات الفنانين التشكيليين الرجال وعلى أعمال المرأة وإضافتها الإبداعية فى الفترة فى القرن العشرين بداية من مرحلة الأربعينات.
يفرد الكتاب مساحة للفنان محمود مختار كواحد من أهم الفنانين الذين اتخذوا من المرأة موضوعا أساسيا لإبداعاتهم، حيث احتلت تماثيل المرأة مكان الصدارة بين أعماله والتى يأتى على رأسها تمثال نهضة مصر الذى يمثل مصر الحاضرة التى ترفع خمارها بيدها اليسرى لتكشف عن وجهها، وتنظر للمستقبل بينما تربت بيدها اليمنى على رأس أبو الهول كما لو كانت تحثه على النهوض واليقظة.
واعترف الكاتب بالمقاومة الشديدة التى لاقتها المرأة المبدعة من جانب المجتمع ذى الثقافة الذكورية المهيمنة، كما عانت من عدم الاعتراف بها، مما دعاها إلى المحاربة فى أكثر من جبهة فى ذات الوقت، الأمر الذى أدى إلى تحجيم الطاقة الإبداعية للمرأة لينحسر دورها فى رعاية الأسرة والإنجاب، مشيرا إلى أن المرأة فى تلك المرحلة كان عليها أن تتحمل الكثير من صنوف القهر فى سبيل الاعتراف بإبداعها وقدراتها، وربما كان ذلك حافزا لها للخروج من الحلقة الضيقة التى يحصرها المجتمع فيها.
ويرفض الكاتب إطلاق مصطلح الفن التشكيلى النسائى على إبداعات المرأة، مؤكدا أنه لا يوجد أى تمايز بين إبداعات المرأة والرجل، خاصة فى الموضوعات التقليدية من المناظر الطبيعية والمناظر المتحركة، وأكد على أن الكثير من الفنانات استطعن أن يعبرن عن مشكلات بنى جنسهن، خاصة جاذبية سرى وإنجى أفلاطون اللاتى انحازا لقضية المرأة.
ويشير فى نهاية الكتاب إلى أن عودة الأفكار الظلامية والرجعية فى السنوات الأخيرة والهجوم على منجزات الفن والثقافة انعكس بصورة جلية على المرأة من خلال فرض الحجاب على جسدها وعقلها.
ويتساءل الكاتب فى نهاية الكتاب: هل نالت المرأة حريتها بعد كل تلك السنوات أم سلبت منها مرة أخرى، وعادت مطأطئة الرأس إلى عصر الحريم عقيمة العقل وغير قادرة على القيام بأى دور إيجابى لخدمة الإنسانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة