فجأة تنازل حسن فريد، رئيس نادى الترسانة، عن شكواه بخصوص «المادة 18» التى تحظر مشاركة أكثر من ناد تابع لمؤسسة واحدة فى مسابقة واحدة.. هذة المفاجأة لم يكن لها مقدمات سوى من بعض التسريبات المعتادة التى تتعلق بتدخل الكبار فى شأن يخص كرة القدم، خاصة إذا كان مهما أو متداخلا مع الرأى العام.
ذهب حسن فريد سريعا إلى مؤتمر صحفى دعا إليه حسن صقر فى حضور سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة، وسيد جوهر، رئيس لجنة الشباب بمجلس الشعب.. وعلى الفور قرر التنازل مع بعض الوعود «الخايبة» بالحل الودى لمشكلة لا تنفع معها حلول ودية.. المهم أن حسن فريد وجد نفسه فى مأزق، ولم يكن قادرا على تفسير تصرفه الذى انقلب من النقيض إلى النقيض، رغم أنه يعلم كل التفاصيل ويعلم حجم الضغوط التى تعرض لها من قيادات عليا لكى يتخذ هذة الخطوة دون أن يركز كثيرا فى أنصاره رفاق المقاومة الذين تحمسوا للشكوى للفيفا والمحكمة الرياضية الدولية.
ومن هنا جاءت ردود الفعل متضاربة ومتناقضة وحائرة ومنفعلة جدا حتى يبدو لنا أن المادة 18 نفسها هى التى نطقت وسألت: مين اللى خدعنى؟.. حسن فريد أم حسن صقر أم قيادة عليا أمرت فأطيعت..
ولعلها تسأل أيضا: هل هو خداع نهائى؟.. هل صحيح أن مشكلة الترسانة والأندية الشعبية سوف يتم حلها وديا؟.. وهل بالفعل الأندية الأخرى التى كانت متحالفة مع حسن فريد سوف تواصل مشوارها دوليا لكى تفجر المشكلة الأكبر فى المادة 18 التى أهمل اتحاد الكرة تطبيقها؟
عمرو عبدالحق: لا تراجع.. ولا استسلام عن محاربة العشوائية
عمرو عبدالحق رئيس نادى النصر أبدى اندهاشه من تراجع حسن فريد رئيس نادى الترسانة عن شكواه للاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» بخصوص المادة 18 والتى تمنع مشاركة أكثر من ناد تابع لهيئة أو مؤسسة واحدة فى نفس المسابقة، مشيرا إلى أن الأسباب المعلنة حول إقدامه على هذه الخطوة غير واضحة وغير مفهومة.
وتساءل عبدالحق عن علاقة المادة 18 وتأثيرها السلبى على شرعية الدورى المصرى ومشوار المنتخب المصرى فى تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، مؤكدا على أن المحكمة الرياضية الدولية هى التى كانت ستتولى الفصل فى الشكوى المقدمة إليها بعيدا كل البعد عن المنتخب المصرى ومونديال 2010.
ورفض رئيس نادى النصر القول بأن حسن فريد «باع القضية» مؤكدا انه أقدم على هذه الخطوة مجبرا بعد تلقيه أوامر عليا بسحب الشكوى وحل الأزمة وديا، مؤكداً بأن هذا التصرف سيؤثر عليه سلبا فى المعركة الانتخابية القادمة.
وأشار عبدالحق إلى أن حسن فريد لم يحسن عرض القضية أمام الرأى العام ولو أحسن عرضها لتغيرت المواقف ونال تأييد الجميع، رافضا التعليق على القول بأن فريد استغل القضية للدعاية الانتخابية أو للتلميع الإعلامى.
وعن موقفه بعد إعلان حسن فريد تراجعه عن الشكوى، قال عبدالحق أنه منح رئيس الترسانة تفويضا باسم ناديه لتمثيله أمام المحكمة الرياضية الدولية ولكن بعد تراجعه سيضطر هو لاستكمال المشوار لأنه يرى أن المنظومة الرياضية فى مصر «هشة» على حد تعبيره وتحتاج إلى إصلاح فى ظل غياب العدالة بين الأندية والكيل بمكيالين دائما.
وشدد رئيس النصر على أنه فى حال تعرضه لنفس الضغوط التى مورست على حسن فريد لن يتراجع عن موقفه، لأنه ليس له مصلحة خاصة لكنه يسعى لإصلاح حال المنظومة الرياضية حتى لو كلفه ذلك حل مجلس إدارة النصر والإطاحة به خارج أسوار النادى.
واختتم عبدالحق حديثه بأن هدفه ليس الصعود للممتاز على حساب الإنتاج الحربى لأنه لن يرضى إلا بالصعود من خلال الملعب، ولكنه يرى أن المنظومة الرياضية المصرية تدار بشكل عشوائى وهو ما يرفضه.
عريبى: لم أكن متضامنا مع فريد
فايز عريبى، رئيس نادى طنطا، أكد أنه لم يكن متضامنا مع حسن فريد فى شكواه ولكن نادى طنطا كان يبحث عن الصالح العام للكرة المصرية ويكشف عن أخطاء اتحاد الكرة المنوط به البحث عن مشاكل اللعبة ليعمل على حلها.
وأضاف عريبى أن هناك فهمًا خاطئًا للمادة «18» من قبل بعض الأندية، خاصة أن هذه المادة موجودة منذ أكثر من سنة، فلماذا تم الحديث عنها حالياً كما أن الأندية المخالفة موجودة منذ أكثر من 4 سنوات؟
وأشار عريبى أنه لو حتى صدر قرار من الفيفا بشأن المادة «18» فمن المستحيل أن يتم تنفيذ هذا القرار خلال هذا العام، وكل ما سيقوم به الفيفا هو إعطاء مهلة سنتين لاتحاد الكرة لتصحيح الأوضاع.
بيومى: الدولة أجبرت فريد على التنازل بعد نصيحة أبوريدة
محمد بيومى، خبير لوائح الفيفا والمستشار الفنى لحسن فريد والذى قاد إجراءات التقاضى فى المحكمة الرياضية الدولية ضد اتحاد الكرة، عبر عن دهشته الشديدة من التنازل المفاجئ لرئيس الترسانة، مؤكدا أن تنازله بهذا الشكل المفاجئ يعنى أنه تعرض لضغوط عليا من قيادات سياسية رفيعة المستوى أجرت اتصالات هاتفية أثناء الاجتماع، الأمر الذى جمع حسن فريد وحسن صقر وسمير زاهر وسيد جوهر وضحكوا عليه بأن مصر كلها ستتضرر من استمراره فى قضيته بشأن المادة «18» حيث علم مسئولو الجبلاية من هانى أبوريدة الذى يشغل منصب عضو فى اللجنة التنفيذية بالفيفا أن المحكمة الرياضية ستصدر قرارا فى صالح حسن فريد والأندية التى تسانده فى قضيته والبالغ عددها 21 ناديا، وبعد ذلك فوجئت بأن حسن فريد يعلن التنازل عن شكواه دوليا فى كلام غير مفهوم وبلا معنى، وبالفعل تم إرسال مذكرة للمحكمة الرياضية تخطرها بسحب القضية ضد اتحاد الكرة، وأضاف: بعد تنازل حسن فريد صاحب التفويض أجرى بعض رؤساء الأندية اتصالات جادة بى للاستمرار فى القضية، ولكن هذا يتطلب إجراءات بتحديد شخص يكون مفوضا من الأندية الـ21 ونبدأ فى إجراءات تقاضٍ جديدة.
حسام حسن: القضية مستمرة من جانبنا
حسام حسن المدير الفنى للمصرية للاتصالات أوضح أن النادى كان متضامنا فى شكواه مع نادى الترسانة وليس مع حسن فريد، خاصة أنه ليس من المعقول أن يتوقف مصير ناد بأكمله على شخص واحد وبالتالى يتوقف مصير الأندية الأخرى عليه, وأضاف حسام أنه سيعمل جاهدا على مواصلة المضى فى شكوى المادة «18» خاصة أن هناك أكثر من ناد أعلن تمسكه باستكمال القضية لأنه حق والواجب أن من له حق أن يبحث عنه ولا يتركه. وأشار حسام حسن إلى أن اجتماع فريد مع زاهر رئيس الاتحاد وحسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة وسيد جوهر رئيس لجنة الشباب بمجلس الشعب دليل على إدانتهم، ويدل على أن هناك شيئا خاطئا داخل الاتحاد، وليس من العيب أن يكون هناك خطأ داخل منظومة كبيرة ككرة القدم المهم أن نجد حلولا لها بدلا من المضى قدما فى شىء خطأ، وإن ما بنى على باطل فهو باطل.
حسن فريد: التنازل ليس نهاية القضية
حسن فريد رئيس نادى الترسانة أشار إلى أنه تنازل عن شكواه لدى المحكمة الرياضية التابعة للاتحاد الدولى «الفيفا» بشأن المادة «18» والتى تحتم عدم اشتراك ناديين فأكثر ينتمى لهيئة أو مؤسسة فى مسابقة واحدة بمحض إرادته رغم أنه كان قد أوشك على الحصول على حكم منفذ لهذه المادة على الدورى المصرى.
وأضاف فريد أنه لم يكن مضطرا إلى التنازل إطلاقا ولكنه تنازل حرصا على الواجب الوطنى بعد الضغوط التى مورست عليه خلال الفترة الماضية وخاصة بعد الحصول على فاكس من المحكمة الرياضية يفيد بقبول أوراقه فى هذه القضية مضيفا أنه تنازل بالفعل عن شكواه دوليا فقط وأنه سيستكملها محليا ولن يتنازل عن حقوق ناديه لأنه منتخب من قبل أعضاء الجمعية العمومية الخاصة بناديه ومن حقهم عليه الحفاظ على حقوقهم وأنه فضل التنازل حرصا على مصلحة المنتخب الوطنى فى تصفيات كأس العالم خلال هذه الفترة مؤكدا فى الوقت نفسه أن هناك جلسة ستجمعه مع سمير زاهر قريبا لتوفيق الأوضاع بينهما وتنفيذ مواد القانون الدولى على الاتحاد المصرى.
زاهر: لم نطلب التنازل
سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة إجبار حسن فريد على التنازل عن القضية نفى مؤكدا أنه يعلم تماما أن اتحاد الكرة لم يخطئ وليس هناك أى مخالفة وموقف الدورى المصرى سليم وشرعى تماما وحصل على شهادة موثقة من الاتحاد الدولى لكرة القدم وعندما كثر الكلام عن المادة «18» ووجود مشاكل وضمانات لوجود عدة نواد تابعة لوزارات واحدة نقلت الصورة كاملة لمسئولى الفيفا أثناء الاجتماعات التحضيرية لبطولة كأس العالم للقارات وأكدوا لنا أن موقفنا سليم 100 % ونحن مقتنعون بهذا الكلام لأننا نشاهد أندية بتروجيت وإنبى وبترول أسيوط لها مجالس إدارات مستقلة وميزانيات مستقلة وعموما حسن فريد هو صديق وتعامل مع الموضوع بكونه رئيسا لنادى الترسانة وبحث عن مصلحته وكان يريد إيجاد مخرج للابتعاد عن الهبوط.
عفيفى: فريد لم يخدعنا!!
الفريق أحمد عفيفى رئيس نادى الأوليمبى قال إنه مع قرار حسن فريد رئيس الترسانة بالموافقة على حل المشكلة وديا بعيدا عن الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» والمحكمة الرياضية الدولية رافضا اتهام فريد بالتراجع والانسحاب كما يردد البعض.
وأضاف عفيفى أنه طالما سيتم حل الأزمة داخليا بعدما اعترف بها اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر والمجلس القومى للرياضة برئاسة حسن صقر فبالتأكيد سيكون ذلك أفضل للجميع بدلا من إدخال الفيفا فى شئوننا الداخلية.
وشدد رئيس الأوليمبى على أن قرار حسن فريد بسحب شكواه دوليا لم يكن قرارا فرديا ولكن جاء بعد مشاورة الأندية التى فاوضته بتمثيلها أمام المحكمة الرياضية وبموافقة الجميع.
حسن فريد تنازل فجأة .. فهل انتهت القضية فعلا؟
المادة 18 تسأل : من خدعنى ؟
الخميس، 16 يوليو 2009 01:48 م
عمرو عبد الحق و فايز عريبى و حسام حسن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة