ماذا لونجح الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى تحقيق السلام بين العرب وإسرائيل، واستطاع أن ينشىء بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى. هذا السؤال طرحه الكاتب بول إيدل فى صحيفة الجارديان فى مقاله الذى قال إنه أول تصور للتاريخ بعد 20 عاماً، والذى تحدث فيه عن الأحداث التى ستشهدها المنطقة خلال السنوات القادمة وحتى عام 2030، من وجهة نظره. ورغم تأكيد الكاتب على أن تصوراته لهذه الأحداث خيالية، إلا أنه يشير إلى أن المنطق فى تصوره لها قائم على أربعة اتجاهات كبرى:
أولاً: أن الإسلام يبدأ ببطء فى التركيز على ما يدعو إليه بدلاً من الحديث عن الأمور التى يعارضها. ولن يتم استخدامه كآيدولوجية معارضة للغرب، لكنه سيظل قوة زعم الكاتب أنها ستكون مقوضة للاستقرار، وسيحشد الناس ضد الطغيان والفساد.
ثانياً: ستنتهى القومية العربية إلى الأبد بعد عقود من الفشل وستبرز من جديد الهويات غير العربية. وكانت القومية هى التى قادت الكفاح للتحرر من الاستعمار ثم محاربة إسرائيل حتى سيطر الإسلام السياسى على الساحة خلال الثمانينيات من القرن الماضى. لكنها قمعت التنوع الدينى والعرقى والثقافى فى الشرق الأوسط. ومع تراجع القومية ستصبح النخب الحضرية أكثر تنوعاً، وإن كانت الهويات المحلية والخاصة بالأقلية ستصبح أكثر حدة لدرجة تصل إلى العنف.
ثالثاً: ستتقدم الديمقراطية لكن ببطء وبشكل غير مستقر. وبدون حل الصراع العربى الإسرائيلى، فإن الحكام الدينيين سيجدون مبرراً للقمع بحجة حماية الأمن القومى. الحكام فى بعض الدول مثل مصر والسعودية وتونس والجزئر لن يصبحوا قادرين على دعم الولايات المتحدة. إلا أن عائدات النفط ستحرر الكثير من الحكومات من أى حاجة للتشاور مع مواطنيها. لا ضرائب، ولا حاجة إلى تمثيل برلمانى. وستدعم أجهزة المخابرات وقوات الجيوش الحكام حتى يستطيعوا الاستمرار فى التمتع بالسلطة والثروة.
وأخيراً، فإن اقتصاديات الشرق الأوسط ستزدهر. فقد أصيب ثلاثة من الاقتصاديات القوية فى المنطقة بالشلل نتيجة الحروب أو العقوبات السياسية، وهى العراق وإيران وإسرائيل. فالدول الثلاث لديها طبقة وسطى منظمة، كما أن إيران والعراق لديهما مخزون قوى من النفط. ومع تحقيق الاستقرار وفتح الحدود، سيصبح ممكناً تحقيق موجات من الاستثمار فى البنية التحتية والخدمات.
وقدم إيدل أيضا تصوراً لأهم التطورات التى يمكن أن تشهدها دول الشرق الأوسط خلال السنوات العشرين القادمة، إذا استطاع أوباما أن يحقق السلام فى المنطقة:
2010: مروان البرغوثى الذى تعتقله إسرائيل منذ عام 2002 بسبب قيادته الانتفاضة الثانية، سينتخب كأول رئيس فى دولة فلسطينية مستقلة. ورئيسة الوزراء الإسرائيلية تسيى ليفنى تعلن أن الملياردير الروسى رومان أبراموفيتش سيمول إعادة بناء خط أنابيب النفط من كركوك شمالى العراق وحتى حيفا، والذى أغلق منذ عام 1984.
2011: أسعار المبان فى الضفة الغربية ستتضاعف خلال عام مع شراء اللاجئين الفلسطينيين السابقين أو بنائهم لمنازل على دفعات بـ 100 ألف دولار لكل أسرة من صندوق تعويضات اللاجئين الفلسطينيين.
2012: الأكراد يصوتون للانفصال عن العراق وتأسيس دولة مستقلة. قوات البشمرجة التركية تحاصر مدينة كركوك المتنازع عليها. وتنضم إسرائيل إلى سوريا وتركيا فى منع صادرات النفط التركية عبر الأنابيب إلى السواحل على البحر المتوسط، وبعد ثلاثة أشهر تنهار المقاومة الكردية. ويوقع اتفاق سلام يمنح الأكراد السيطرة على كركوك، والإبقاء على كردستان كإقليم يتمتع بحكم ذاتى فى ظل دولة العراق الفيدرالية.
2013: تأسيس منظمة مياه الشرق الأوسط بمشاركة كل من تركيا وسوريا وإسرائيل وفلسطين والأردن والعراق. وسيكون أول مشروع لها شبكة خطوط مشتركة لنقل المياه من دجلة والفرات إلى جنوب تركيا وإسرائيل والأردن وفلسطين.
2015: الثورة فى مصر.. الرئيس جمال مبارك يهرب من البلاد بطائرة خاصة إلى جدة بعد ثلاثة أسابيع من مظاهرات شارك فيها 3 ملايين مصرى لتأييد الديمقراطية. وتعلن لجنة الطوارئ التى تشكلها جماعة الإخوان المسلمين المحظورة إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال 3 أشهر.
2018: زهرة راهنفارد، زوجة مير حسين موسوى المرشح الإصلاحى المهزوم فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تصبح أول سيدة تنتخب رئيسة فى إيران، وستحظر شعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل من صلاة الجمعة.
2026: تراجع خام النفط فى الشرق الأوسط إلى 20 مليون برميل يومياً لأول مرة بسبب سياسات التغيير المناخية.
2030: أسامة بن لادن يموت فى كوريا الشمالية، وإجلاء آخر مدينة فى الدلتا بعد غرقها بمياه البحر المتوسط واستعداد القدس لتنظيم كأس العالم لكرة القدم.
أشارت إلى أن الإسلام لن يستخدم كآيدولوجية معارضة للغرب..
الجارديان تضع تصورا للشرق الأوسط عام 2030
الخميس، 16 يوليو 2009 05:56 م
الجارديان تضع تصورا للشرق الأوسط بعد 20 عاماً
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة