فشله المتواصل وتصريحاته التائهة وإجماع الشارع على ضعفه يؤكد أن وجوده زى عدمه

أحمد أبوالغيط.. حينما تصبح مصر بلا وزير خارجية!

الخميس، 16 يوليو 2009 01:56 م
أحمد أبوالغيط..  حينما تصبح مصر بلا وزير خارجية!
كتب محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄ لا يجيد اختيار الإجابات.. وتصريحاته تخلق أزمات لأنها تفتقر إلى الدقة والخبرة والدبلوماسية والذكاء

ربنا يكون فى عون الشعب المصرى، ربنا يكون فى عون هؤلاء الغلابة المطلوب منهم تحمل الجوع والفقر والسيد الوزير أحمد أبوالغيط، بل ربنا يكون فى عون مصر نفسها لأنها تتحمل هذا الرجل بضعفه وفشله وطلته غير البهية، فلا هو فهلوى يجيد اللعب أمام الكاميرات ولا هو سياسى محترف يجيد الرد والتعقيب واللعب بالتساؤلات، ولا هو دبلوماسى ماهر فى الأخذ والرد وتحريك الألفاظ والأفكار، ولا حتى هو سكرتير شاطر قادر على تنفيذ ما يحصل عليه من أوامر، والأغرب من كل هذا وكل ذاك أنه حتى ليس من هؤلاء الرجال الكافيين خيرهم شرهم، بل على العكس تماما هو واحد من مصدرى الأزمات سواء كانت أزمات سياسية من خلال عجزه عن معالجة ما يرد إليه من مشاكل، أو الأزمات القلبية من خلال تصرفاته هو ومن على شاكلته من المسئولين، والتى جعلت من السكتة القلبية والموت قهرا وكمدا أمرا عادى الحدوث.

إذن ما الذى جاء بهذا الرجل الذى يحمل بكالوريوس كلية التجارة لسنة 1964 إلى حيث كرسى وزارة الخارجية المصرية؟ ربما يكون للواسطة أو الصدفة أو القدر علاقة بذلك، ولكن الأكيد أن ميزان النظام الحالى المقلوب وعشوائية مؤسساته وختم الولاء، هى أعمدة الطريق الذى سار عليه الوزير أحمد أبو الغيط ومن مثله من المسئولين وصولا إلى تلك المناصب التى يحرقون من فوقها دم الشعب بقراراتهم غالبا وبصمتهم أحيانا.

لا معايير واضحة وضعت الوزير أبوالغيط على رأس المبنى الطويل المطل على كورنيش النيل، والعتب ليس على الوزير لأنه لم يكن يملك القوة أو الشجاعة ليقول «لأ» حينما حمّلوه حقيبة وزارة الخارجية وأوراقها أو على الوزارة التى سلمت له نفسها، ولكنه على أولئك الذين فتحوا الباب على البحرى لشهادات الإخلاص والمبايعة وأغلقوا كل الأبواب أمام شهادات الكفاءة والإجادة.

إخفاقات الوزير أبوالغيط هى التى تقول ذلك، فالرجل نجح بجدارة مطلقة أن يخلق من كل قضية أزمة لنفسه ولمصر ومن كل تحد فشلا له ولمصر، حاول أن تقرأ الصحف منذ أن أصبح أبوالغيط وزيرا للخارجية سنة 2004 وستجد داخل صفحاتها كل ما يسرك بداية من ضرب المصريين وحرقهم وقتلهم وإهانتهم فى الخارج، ومرورا بخطف الصيادين من قبل قراصنة أعجبهم صمت الخارجية وضعفها فتمادوا فى الأمر، وانتهاء بتصريحات ساذجة لا تخرج من طالب فى سنة أولى سلك دبلوماسى، بالإضافة إلى حالة ترهل عام أصابت الأداء السياسى الخارجى لمصر، وبهتان واضح للصورة المصرية كقوة إقليمية فى المنطقة.

دعك من تلك الصورة التى احتضن فيها يد »تسيبى ليفنى« وزيرة الخارجية الإسرائيلية، لأنه قد يبدو معذورا إما بالقوانين الدبلوماسية أو جمال المرأة، التى استدركته لفخ الصورة وحميميتها، فذهب إلى الفخ مطمئنا راضيا، ودعك من أن تصريحاته مائعة، لأنها أصلا غير مفهومة، واترك صوره وهو يتحدث عن ضحايا غزة مبتسما فى ركن، ولا تحزن حينما تشاهد أى مسئول فى كوالالمبور يبكى بحرقة، وهم يسألونه عن أوضاع غزة، لأن ذلك ربما يكون فارقا فى توقيت الإحساس. دعك من كل هذا وركز مع أداء الوزير وطريقة تعامله مع الأزمة، ركز معه حينما يقف أمام الصحفيين مثل التلميذ الذى لا يعرف إجابة، ركز معه حينما يحاول أن يتأثر ويبتكر إجابات، فتأتى كلماته مثيرة للشفقة عليه وعلى مصر كلها، ويكفيك أن تقرأ بهدوء تصريحه حول الاجتياح البرى لغزة، حينما قال وعروقه تنتفض من أسفل جلده، وكأن الشجاعة هبطت على رأسه من السماء: «لابد أن تدرك إسرائيل أن المزيد من العدوان يعنى المزيد من الضحايا»، أو تصريحاته لوكالة الأنباء الروسية التى حاصرته بأسئلة كلها تدور حول غياب مصر عن الملف السودانى وقضية دارفور فلم يجد الوزير الجهبذ ما يدافع به عن مصر سوى تلك الجملة وصاح قائلا: (أنا بافهم فى دارفور أحسن من أى حد)، وحينما حاول سيادته أن ينفى معرفة مصر بموعد الحرب الإسرائيلية على غزة، وعدم وجود علاقة بين زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية للقاهرة بتلك الحرب، قال للإعلامية لميس الحديدى فى برنامجها «اتكلم» مايفيد بأن سيادة الوزير حاول أن يكحلها فأعماها تماما، وإليك رد سيادته بالنص لكى تدرك كيف أدان مصر حينما حاول أن يبرئها حيث قال سيادته: (للى بيقولوا إننا متواطئون علشان ليفنى كانت فى القاهره قبل العدوان.. الحقيقة إن الريس حس إن إسرائيل مقبلة على الخطوة دى فقال لنا هاتوا لى الست دى).

التصريحات السابقة للوزير أبوالغيط موجود مثلها الكثير، وذكرها فى السطور السابقة لم يكن على سبيل الدعابة، ولكنه كان ضروريا من أجل إلقاء نظرة شاملة على شخصية الرجل التى لا تتمتع بأى حضور أو جاذبية مطلوبة لقيادة الدبلوماسية المصرية، وتبتعد كثيرا عن حس الشارع ولا تدرك أهمية الدور المصرى وقيمته فى نفس الوقت، كلها تصريحات غارقة فى العمومية والسطحية المفرطة يتبعها دائما بالإشارة إلى حكمة السيد الرئيس حسنى مبارك دون أن يدرك أنه يشوه الرئيس ويشوه حكمته التى تتفاخر بها صحف الحكومة أمام العالم أجمع.

تصريحات أبو الغيط رغم خطورتها وتفاهتها، لا يمكن مقارنتها بالأداء السيئ لوزارة الخارجية فى ظل عهده الميمون، وربما يكون موقف الوزارة من أزمة «شهيدة الحجاب» مروة الشربينى التى قتلها متعصب ألمانى خير دليل على ذلك، فالوزارة لم تتحرك إلا بعد مرور يومين على الحادث وبعد أن بدأت المنظمات والنقابات تتخذ خطوات لمساعدة أسرة مروة فى الحصول على حقوقها، وحينما حاصرت هذه الاتهامات الوزير أبو الغيط، خرج علينا فى برنامج «البيت بيتك» ليبرئ نفسه ووزارته فقال إن الوزارة قامت بدورها على أكمل وجه فى أزمة مروة الشربينى ثم أعطى دليلا على ذلك، يمكنك قبل أن تسمعه أن تحصل على حبتين مهدئ حتى لا تصاب بسكتة قلبية، ما جاء به سيادته على أنه دليل يؤكد صحة موقف وزارته، هو أن الوزارة سهلت لشقيق مروة الشربينى السفر إلى ألمانيا اليوم الثانى للحادث مباشرة، دون تعطيله بأى إجراءات خاصة بالتأشيرات وغيرها.

الكلام السابق للوزير أبو الغيط، يكشف لك إلى أى مدى يلم سيادة وزير الخارجية بوظائفه ومهام وزارته، ويفسر لك وضع الصيادين المصريين المختطفين فى الصومال، ويؤكد أن شكاوى أهاليهم من تجاهل وزارة الخارجية لهم ولأوجاعهم، شكاوى دقيقة وفى محلها، كما أنها برهان حى يؤكد على أن موقف وزارة الخارجية مما يحدث للمصريين فى دول الخليج، مثلما حدث مع المواطن «يوسف عشماوى» الذى تجاهلت الوزارة مسألة اعتقاله بدون سبب فى المملكة السعودية، وقضية جلد الطبيبين المصريين، وحرق المصريين فى ليبيا، أمر طبيعى حدوثه فى ظل وزارة مقتنع وزيرها بأن تسهيل إجراءات السفر هو أعظم ما يمكن أن تقدمه للمواطن المصرى صاحب المشكلة، وبالتالى يكون من الطبيعى أن تكون نتيجة الفترة التى حمل فيها أحمد أبو الغيط حقيبة وزارة الخارجية هى إهدار كرامة المصريين فى الخارج فى ظل عدم نجاح الوزارة فى استرداد حقوق أحد من هؤلاء الذين تعرضوا للضرب والسرقة فى دول الخليج، وكان آخرهم الصحفى المصرى الذى تلقى ضربا حتى الموت فى دولة الكويت.

أضف إلى ذلك ملف السفارات المصرية فى الخارج التى يشكو منها طوب الأرض المصرى، إذا سافر للخارج، فبخلاف ما تنشره الصحف عن تجاوزات البعثات الدبلوماسية، هناك حالة التجاهل التى تتعامل بها السفارات مع المواطنين المصريين فى مختلف أنحاء العالم، وهذه مسألة لا تحتاج إلى تحقيق أو سؤال السيد الوزير لأن أبواب مطار القاهرة موجودة ونصف ساعة انتظار ستمنحك الفرصة لسؤال كل من هو مصرى قادم من الخارج ليكشف لك حال سفاراتنا فى الخارج وكوارثها.

حتى ملف دول حوض النيل مازال سيادة الوزير يديره بمنطق «معلمين شادر السمك»، تظهر صحف العالم لتتكلم عن تحركات إسرائيلية فى حوض النيل، وأزمات قد تتعرض لها المنطقة ، ومشاكل وخناقات بين دول حوض النيل تهدد مصر ، وحينما تطلب من سيادة الوزير تعليقا على هذه المصائب، يرد قائلا، كما قال فى حوار مع الأهرام مؤخرا: (مياه النيل مقدسة و سنتحرك للدفاع عنها إذا ما تعرض أحد لحقوقنا) هكذا صرح ولكن تسأله هل زرت هذه الدول؟ هل ناقشت ممثليها فى هذه الأمور؟ هل تضمنها فى جيبك؟ هل تحركت لصد التحركات الإسرائيلية؟ سيقول لك.. مصر أم الدنيا.

عيوب أبو الغيط وكوارثه رائحتها فاحت، لدرجة حركت عددا من المحامين لرفع دعوى لعزله، ودفعت عددا من الشباب المصرى لإنشاء جروب على موقع الفيس بوك الإلكترونى، يطالب بتنظيم حملة قومية للحجر على أحمد أبو الغيط وإقالته من من منصبه، حفاظا على كرامة المصريين وصورة مصر ، إدراك الشباب الصغير بنتائج تحركات الوزير أبو الغيط وهذا الإجماع المصرى على فشل هذا الرجل، يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن هذا البلد يدار بنظام السويقة، لأن الشارع بعياله الصغار أدرك أن مصر بلا وزير خارجية فى الوقت الذى تكتفى الدولة فيه بوجود أبو الغيط وكأنه »حجاب« مطلوب من مصر أن تضعه تحت المخدة حتى ولو حوّل وجوده أحلام النائمين إلى كوابيس مرعبة ؟!

لمعلوماتك...
12 يونيه 1942 ولد أبوالغيط فى حى مصر الجديدة






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة