بعد براج والقاهرة وموسكو وأكرا..

لوموند: خطب أوباما تعكس فلسفته

الأربعاء، 15 يوليو 2009 08:50 م
لوموند: خطب أوباما تعكس فلسفته لوموند تلقى الضوء على خطب أوباما
إعداد ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من خلال سلسلة الخطب التى ألقاها الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى كل من براج ثم القاهرة فموسكو وأخيرا فى أكرا، يمكن استخلاص الإطار العام الذى يحدد المبادئ الرئيسية للسياسة الخارجية لأوباما. بيد أن خطابه للعالم الإسلامى يظل أكثر الخطب "التى شارك أوباما فى العمل عليه وصياغته شخصيا" بحسب بن رودس، كاتب خطب السياسة الخارجية لأوباما.


فى قراءة تحليلية قامت بها صحيفة "لوموند" لحديث أوباما فى أوروبا وأفريقيا والعالم العربى، رسمت الصحيفة صورة أوباما أولا كواعظ أخلاقى يضع كل واحد أمام مسؤوليته، إذ يرى أن "القيادة الأخلاقية تعد أقوى من أى سلاح آخر"، وثانيا كشخص واقعى يستمد جذور تلك الواقعية من فكرة أن سيادة الدول هو "حجر الزاوية" للنظام الدولى فى العالم. وقد انعكس ذلك من خلال الأفكار التى انطوت عليها خطبه وطبيعة الموضوعات التى تطرق إليها والتى اختلفت فى كل واحدة من الخطب الأربعة عن الأخرى.


تقول الصحيفة إنه عندما تولى أوباما مهام منصبه فى 21 يناير الماضى، توقع المحللون أن الاقتصاد سيستحوذ على كل اهتمامه، ومن ثم كان سيقوم بإسناد مهام السياسة الخارجية لنائبه جو بايدن، ووزيرة الخارجية هيلارى كلينتون. وهو التوقع الذى أثبت خطأه تماما، حين أظهر أوباما أنه يعتزم القيام بجميع المهام فى آن واحد.

ففى خلال كل رحلة قام بها خارج حدود الولايات المتحدة، أصر أوباما على أن تكون هناك دائما فى برنامج انتقالاته محطة له فى دولة صغيرة، ليؤكد على أن "العالم مترابط" وأن مشاكل القرن الحادى والعشرين ستجد أيضا حلولا فى مدن مثل براج أو أكرا. وذلك لأن هذه الدول كما يقول تلعب دورا "محوريا" فى العلاقات الدولية. وهو ما أشار إليه أوباما خلال خطابه فى براج يوم 5 أبريل قائلا: "لقد علمتنا الثورة المخملية (التى تسببت فى سقوط النظام الشيوعى فى تشيكوسلوفاكيا عام 1989) أن المظاهرات السلمية يمكنها أن تزعزع أسس إمبراطورية وتفضح حقيقة أيديولوجيات فارغة المعانى".

من ناحية أخرى، فى كل مرة كان يلقى فيها خطابه، كان أوباما يحرص على التحدث إلى الشباب وإقناعهم بأنهم يملكون التغيير فى أيديهم.

ففى موسكو يوم 7 يوليو، استمع إليه طلاب مدرسة الاقتصاد الجديدة (والذين لم يظهروا أى رد فعل)، حيث قال إن : "المستقبل ليس ملكا لهؤلاء الذين يدفعون بالجيوش على أرض المعركة أو يدفنون الصواريخ فى الأرض. ولكن المستقبل ينتمى إلى الشباب الذين سيكون سلاحهم هو التعليم والخيال الخلاق".
وأضاف أن التعاون عليه أن يحل محل المواجهات المستمرة : "فى عام 2009، لا تقوم قوة عظمى بإثبات سلطتها من خلال السيطرة على دول أخرى، إذ يجب تقاسم التقدم بين الجميع".

وفى 4 يونيو ومن داخل جامعة القاهرة، تطرق أوباما للحديث عن التوتر القائم بين الحضارات.
وفى غانا، عرض أوباما أفكاره بشأن الفساد، والتى كونها فى ضوء تجربة والده، التى أبعدته الحكومة الكينية بسبب أفكاره وموافقه.


أما الخطاب الوحيد الذى قدم فعليا اقتراحات محددة فهو خطاب براج، الذى تعرض فيه لحظر انتشار الأسلحة النووية. وهو الموضوع الذى يشغل باله منذ ما يزيد على عشرين عاما، والذى يعكسه المقال الذى كتبه عام 1983 ونشرته مجلة جامعة كولومبيا، وكشفت عنه مؤخرا صحيفة "نيويورك تايمز". يكشف هذا النص فلسفة أوباما فى "الخروج من عقلية الحرب"، وهو ما يعنى أنه كان يدعو بالفعل لمبدأ نزع السلاح منذ وقت طويل.

وبالنسبة لحريات المعارضة، تذكر الصحيفة أنه لم يشر إليها، من موسكو إلى القاهرة.

أما فيما يتعلق بحقوق الإنسان، فإن البيت الأبيض يعتقد أن على أوباما الاكتفاء بالحديث عن هذا الموضوع من خلال عبارات عامة، وليس عن طريق توجيه اللوم للحكومات حيال نقاط بعينها، على خلاف مواقف سابقة جورج بوش. وحتى لا يترك الانطباع بأن الولايات المتحدة تعطى دروس نصح وإرشاد، خاصة بعد الفترة التى استطاع فيها بقية العالم رؤية أن الولايات المتحدة ليست فوق مستوى اللوم. ومن ثم فقد أكد أوباما أن "أمريكا لن تفرض على أى دولة أخرى نظام حكم، لأن سيادة الدولة مبدأ لا يمكن المساس به".


وقد أكد الرئيس الأمريكى مرارا على ضرورة احترام سيادة الدول. وردا على سؤال حول مفهوم "مسئولية الحماية"، حدد أوباما شرط التدخل الخارجى قائلا: "يجب أن يكون الوضع الذى يبرر التدخل الدولى على درجة عالية جدا من الخطر. ويجب أن يكون هناك استياء دولى شديد تجاه، وهذا الأمر ليس من السهل دائما أن يُقرر". وقد طلب من إدارته النظر فى وضع معايير دولية وضغوط (اقتصادية ودبلوماسية...) على الدول التى لا تطبق مفاهيم "القيم العالمية" تجاه مواطنيها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة