تمر علاقة الفرنسى فرانك ريبيرى بنادى بايرن ميونيخ الألمانى لكرة القدم الذى يلعب فى صفوفه بأسوا مراحلها، بعد أن ترددت نية اللاعب فى اللجوء إلى المادة "17" من لوائح انتقالات اللاعبين بالاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" ليرحل عن النادى بعد انتهاء الموسم المقبل بمقابل مادى منخفض. علاقة ريبيرى بالفريق البافارى مرت بالعديد من المراحل، وشهدت تطورات سريعة ومتلاحقة فى فترة قصيرة.
البداية، كانت فى النصف الثانى من الموسم الماضى، وتحديدًا قبل مواجهة بايرن ميونيخ لفريق برشلونة الإسبانى فى ربع نهائى دورى أبطال أوروبا، حين ترددت أنباء عن رغبة ريبيرى فى التواجد بصفوف "البارسا" وعن مفاتحة بعض لاعبى الفريق الكتالونى له من أجل الانضمام إليهم، ووقتها سارع اللاعب بنفى هذه الأنباء، وقال إنه لا يريد الرحيل عن بايرن حتى انتهاء تعاقده بنهاية موسم 2010 / 2011 . كانت هذه هى المرحلة الأولى فى علاقة ريبيرى بالبايرن، مرت بسلام وأكد اللاعب فيها أنه لن يرحل عن صفوف الفريق وأن بقاءه مع الفريق البافارى حتى انتهاء التعاقد أمر منته وغير قابل للنقاش.
انتهى الموسم، وفشل بايرن فى الفوز بالدورى أو الكأس المحليين وغادر دورى أبطال أوروبا من دور الثمانية، وبدأ الأمر يتغير تدريجيًا، فبعد أن أعلن اللاعب الفرنسى أكثر من مرة فى وقت سابق أنه لا يفكر فى الرحيل، بدأ يعلن أنه يبحث عن ناد يناسب طموحاته ويستطيع الفوز معه بالألقاب المحلية والأوروبية، وتزامن مع ذلك اهتمام أكثر من ناد أوروبى بضم ريبيرى كان على رأسهم مانشستر يونايتد الذى تقدم بعرض جيد قيمته بلغت 62 مليون جنيه إسترلينى فى شهر مايو الماضى إلا أن بايرن ميونيخ رفض العرض وأعلن تمسكه باللاعب.
تزامن مع اهتمام مانشستر يونايتد بضم اللاعب، فوز فلورنتينو بيريز بانتخابات رئاسة نادى ريال مدريد الإسبانى لكرة القدم، وتعيينه للأسطورة الفرنسى زين الدين زيدان فى منصب مستشار رئيس النادى وإسناد مسئولية الصفقات الجديدة للريال إليه، وبعد توليه مسئولية النادى الإسبانى نجح بيريز فى ضم كاكا من إيه سى ميلان ورونالدو من مانشستر يونايتد وألبيول من فالنسيا، ثم جاء الدور على الفرنسى ريبيرى الذى لم ييأس بيريز فى ضمه رغم تصريحات كارل هاينز رومينيجه الرئيس التنفيذى لبايرن ميونيخ وأولى هونيس المدير الرياضى للنادى على أن اللاعب ليس للبيع.
مع إغراءات الريال، سال لعاب ريبيرى، ودخلت علاقة اللاعب الفرنسى فى مرحلة جديدة مع ناديه، حيث أعلن صراحة أنه يريد الرحيل عن بايرن ميونيخ للانضمام لريال مدريد.
وكان المتوقع أن يوافق النادى على رغبة اللاعب، ولكن تصريحات ريبيرى جاءت بنتيجة عكسية حيث تمسك النادى باللاعب بصورة أقوى، ودخل الطرفان فى خلاف علنى على صفحات الجرائد وعلى مواقع الإنترنت، حيث قال ريبيرى "إما ريال مدريد وإما لا شىء" فرد أولى هونيس قائلاً "لا شىء" فى إشارة منه إلى رفض النادى القاطع لبيع اللاعب.
فى ظل توتر العلاقة بين اللاعب والنادى، واستمرار إغراءات ريال مدريد لريبيرى بالانضمام لأكبر نجوم العالم، اضطر بايرن ميونيخ لتغيير سياسته، واللجوء إلى سياسية تعجيزية توقع معها أن يتوقف ريال مدريد عن عروضه لضم النجم الفرنسى، حيث حددت إدارة بايرن ميونيخ ثمن اللاعب الفرنسى بـ 80 مليون يورو، وقالت إن من أراد ريبيرى فعليه أن يدفع هذا المقابل المادى، ورغم ذلك وافق ريال مدريد، وقال إنه على استعداد لبيع بعض نجومه من أجل توفير هذا المقابل لشراء اللاعب.
من جانبه، قرر ريبيرى الضغط على بايرن ميونيخ ولكن بطريقة أخرى غير التصريحات الصحفية والحديث عن رغبته فى الرحيل، بدأ اللاعب الفرنسى فى ادعاء الإصابة وقام بمغادرة تدريبات الفريق البافارى مرتين متتاليتين فى أقل من 10 أيام بداعى الإصابة، ثم تطور الأمر ليصل الخلاف بينهما إلى أقصى درجاته حين صرح أحد المقربين من اللاعب أن فى حال رفض بايرن ميونيخ ترك ريببرى يرحل لريال مدريد هذا الموسم، فسوف يقوم ريبيرى بترك الفريق بعد انتهاء الموسم المقبل استنادًا إلى المادة "17" من لوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم والتى تسمح للاعب دون الـ 28 من عمره بترك فريقه بعد مرور 3 أعوام على توقيع التعاقد مقابل دفع مقابل مادى منخفض، وهو ما يعنى خسارة بايرن مقابل مادى كبير كان من الممكن الاستفادة به إذا وافق النادى على بيعه هذا الموسم.
سياسة "لىّ الذراع" التى لجأ إليها ريبيرى، ربما تجدى فى رحيل اللاعب عن البايرن، وتسمح له بتحقيق حلمه بالانضمام إلى كاكا ورونالدو وغيرهما من النجوم فى الريال، ولكنها ستتسبب بلا شك فى نهاية حالة الحب التى جمعت اللاعب بجماهير الفريق خلال الموسمين الماضيين، والتى وصفها فرانز بيكنباور رئيس بايرن ميونيخ بأقوى علاقة حب جمعت بين جماهير الفريق وأحد لاعبيه طوال تاريخ البايرن الطويل.
الأيام القليلة المقبلة، ستحدد مصير ريبيرى، ربما تحوله إلى أحد أساطير البايرن حال موافقته على الاستمرار فى صفوف الفريق وتجديد تعاقده عاما على الأقل لضمان عدم اللجوء للمادة 17، وربما تجلعه خائنًا فى نظر الجماهير إن واصل ضغوطاته على إدارة الفريق ورحل إلى أسبانيا.
فرانك ريبيرى لاعب ميونيخ
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة