كثيرا ما سمعنا الجملة الشهيرة الست دى بمائة رجل، وإذا كان المتحدث كريما يقول الست دى بمليون راجل، كلمات تقال فى مواقف تكون للمرأة فيها رأى يفوق أحيانا مواقف الرجال، فهل يا ترى سيأتى اليوم الذى يقال فيه هذا الرجل بمليون ست!!
على من يتعجب من كلامى أن يراجع الخريطة النسائية فى مصر والعالم ليعرف أنها بالفعل تغيرت وهذا ليس بجديد، ولكن الجديد أن معدل التغيير أعلى بكثير مما كنا نتوقعه نحن الرجال. فعلى مدى قرون طويلة حملت اضطهادا للمرأة وتهميشا لها ومحاولة فى حصر نجاحاتها فى بعض فروع المعرفة، نرى الآن كيف استطاعت المرأة أن تثبت وبجدارة تفوقها لتتقدم درجات ودرجات وتسبق الرجل وتتفوق عليه حتى فى المجالات التى كانت حكرا على الرجل، انظروا إلى أوائل الشهادات العامة وكليات القمة لتروا كيف قفزت الفتيات إلى المراكز الأولى، مما يعنى أننا فى خلال سنوات قليلة سنعانى من ندرة الرجال فى بعض التخصصات كل هذا يؤكد أن تخلف المرأة فى الماضى لم يكن أبدا لطبيعتها بل لثقافة المجتمع الذى تعيش فيه ونظرته الذكورية، فما أن تغيرت هذه الثقافة وأتيحت الفرصة لها حتى تخطت مجرد النجاح واللحاق بالرجل لتتقدم عليه علميا وقياديا وتتمكن من القيادة بلا نفاق أوتدليس، ولكن بأحقية وجدارة وإلا ما ترك الرجال ميركيل فى ألمانيا وتمتشنكا فى أوكرانيا وهيلارى فى أمريكا.....
فإذا قلنا إن هذا هو الغرب بقيمه وعاداته فماذا يقول هؤلاء عن انديرا غاندى فى الهند وبينظير بوتو فى باكستان الذين تفوقن رغم الخلافات العرقية والقومية... حتى فى مجتمعنا العربى الذكورى فى الخليج استطاعت المرأة الكويتية أن تسجل اسمها فى التاريخ مرتين، مرة بالاستقالة من الوزارة لحريق بمستشفى لم يفعلها الرجال فى مصرنا الحبيبة عندما احترق قصر ثقافة بنى سويف ولا حين احترق قطار الصعيد ولا حين غرقت العبارة، فعلتها معصومة المبارك لتضع هؤلاء الرجال فى حرج أمام رجولتهم وشهامتهم المعروفة!! وفعلتها مرة أخرى حينما استطاعت هى وثلاث سيدات أخريات، تحديـّن الرجال فى معركة انتخابية شرسة وحققّن نجاحا مذهلا بنسبة تقارب تلك النسبة التى تفضل ترزية القوانين ومورطى الحكومة فى تخصيصها كوتة للمرأة المصرية لينتقصوا من تاريخ مصر الحضارة والريادة ومن تاريخ وكفاح المرأة نفسها بعد أن حققت نجاحات على كافة المستويات، وكان الأولى بهم أن يهيئوا لها منافسة شريفة وانتخابات نزيهة وفرصا متكافئة ليس للمرأة وحدها بل للأحزاب والأفراد أيّا كان انتماؤهم، وكان أولى بهم أن يلغوا نسبة العمال والفلاحين خيرا من أن يضعونا فى مأزق جديد واستثناء جديد وكأنها ناقصة استثناءات.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة