هبة الله سعد الناغى تكتب: ليسوا وحدهم النازيين

الثلاثاء، 14 يوليو 2009 08:51 م
هبة الله سعد الناغى تكتب: ليسوا وحدهم النازيين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد حادث مقتل الشهيدة مروة الشربينى شنت بعض وسائل الإعلام على لسان كتابها وصحفيوها وبعض الشخصيات العامة والسياسية حملات شرسة على ألمانيا وعلى العالم الغربى متهمة إياهم بالعنصرية والنازية واضطهاد الإسلام والمسلمين والحجاب، متناسين أنهم شنوا قبل ذلك نفس الهجمات الشرسة على المحجبات، وهم الذين رسخوا أفكار الاضطهاد للمرأة المسلمة فى عقول الغرب.

كيف نطلب من الغرب عدم اضطهاد الحجاب فى بلادهم المنحلة خلقياً بينما ننبذه فى عالمنا المتدين.

لا يجب أن ننسى أنه لم يحرك للأزهر رمز الإسلام جفن، عندما منع الحجاب فى فرنسا باعتباره مجرد رمز دينى كالصليب ونجمة داوود ولم يهب للدفاع عن جزء مهم فى عقيدتنا وفرض من الله علينا.

من الذى رسخ فى عقول الغرب أن المرأة المحجبة هى امرأة يجبرها زوجها أو والدها على تغطية رأسها؟ وأنها غير مقبول بها فى عدد كبير من الأعمال كالمذيعات والذين يعملون فى مهن دبلوماسية، حتى الرجال الدبلوماسيين سواء كانوا من السفارة أو ممثلى الأمم المتحدة أو المراقبين الدوليين منعوا من أخذ بعض المناصب أن كانت زوجاتهم محجبات على الرغم من أن أكثر الدول العربية تظهر المرأة بحجابها وربما بزيها المحلى أيضاً، حتى الممثلات أصبحت حتى الأدوار التى تكون بها البطلة محجبة يأتون بواحدة غير محجبة لتقوم بدورها وتظهر بعدها فى كل البرامج تحكى كيف أن الدور كان غريب وصعب عليها لتمثيلها دور محجبة كأن المحجبة امرأة من كوكب آخر.

ولا ننسى بالطبع الأفلام والمسلسلات التى تظهر المحجبة والملتحى بالإرهابيين وبذوى الأفكار المتطرفة وكيف يسخرون من البنت إذا تحجبت وأذكر فى هذا مسلسل "رجل فى زمن العولمة" والذى أظهر الفتاة المحجبة والتى تحضر دروس لداعية دينى، بأن أفكارها متطرفة وأن الولد الذى أحبها عندما اتخذ نفس الاتجاه ربى لحيته واتهم بالدروشة.

هذا غير الأفلام التى لا تخلو من الاستهزاء بالرجل المتدين وإظهاره إما فى صورة إرهابى أو ينصب على الناس باسم الدين مثل أفلام عادل إمام والتى يجب أن تحتوى على هذه الشخصية وإظهار العرى على أنه صفة تحضر، والتى غالباً تظهر فى شخصية بطلات أفلامه.
زد على ذلك الإعلانات التجارية، فبعض الإعلانات تتخذ من العرى مادة دعاية مربحة لها فتلك الفتاة التى تلبس محتشماً لأن جسمها يعانى من زيادة الوزن وتدارى نفسها دائمأ عن الأنظار، فجأة وبقدرة قادر وبهذه الكبسولة يصبح جسمها نحيلاً لتخلع عنها احتشامها وتلبس ما تشاء من "عريان" بالعامية لتظهر متفاخرة بجسدها فى كل المناسبات وكأن هذا هو غاية كل امرأة.

ربما يجب علينا إعادة النظر فى نظرتنا النازية للحجاب والمحجبات قبل أن نطلب من غيرنا فعل ذلك، وأرجو أن تكون حادثة مروة الشربينى بمثابة صفعة قوية على وجه بعض وسائل إعلامنا ليفخر ولو حتى ادعاء بانتمائنا لديننا الصحيح وتمسكنا بفرائضه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة