لم أكن أود الكتابة نهائيا عما يحدث فى إيران من صادمات ومظاهرات وسقوط العديد من القتلى بسبب فوز أحمدى نجاد بالسلطة وخسارة المرشح الإصلاحى مير حسن الذى يعتقد مؤيده من أن هناك تزويرا بالنتيجة.
فأنا شخصيا لا يهمنى هذا البلد ولا شعبها الذى يكنّ كل الكره لنا نحن المصريين، الذين قاموا بتمجيد من قتل رئيسنا الراحل أنور السادات الذى رد إلينا كرامتنا المفقودة بعد نكسة 67 بانتصار أكتوبر العظيم، وكفى بنا نحن المصريين فخرا عندما تذكر المعارك التى خاضها المسلمون وانتصروا بها تذكر أن آخر معركة انتصر بها المسلمون هى حرب أكتوبر المجيدة الذى قام بها المصريون ضد إسرائيل عدو العرب اللدود.
ولكن استوقفنى شىء أراه مهما وأعتقد أنه يوضح سر تأخرنا. وهو التناحر على السلطة الذى لا أجده سوى بالبلاد العربية والأفريقية والآسيوية، وأخيرا إيران هذا البلد الآسيوى المسلم عندما لا ترضى المعارضة بنتيجة انتخابات ما ترى الفوضى تهز الشارع مشاحنات ومشاغبات وإلقاء حجارة وحرق سيارات ومحلات وتفجير مساجد وقتل أبرياء وفرض حظر التجوال.
بينما بإسرائيل هذه الدولة التى نكنّ لها كل مشاعر الكره على قتل آبائنا وإخواننا فى حروبها على مصر وقتل الأسرى المصريين العزّل من السلاح بوحشية وقتل أطفال صغار بمدرسة وقتل عمال بمصنع وأخيرا حرب غزة والمأساة التى حدثت لهذا الشعب دون أن يقترف ذنبا، فقط دفع ضريبة ما يقوم به جنود حماس، ولكن عندما حدثت الانتخابات ومع فوز تسيبى ليفنى بعدد أكبر من المقاعد عن نتانياهو ومع المسلّم به أن من يفوز حزبه بعدد أكبر من المقاعد هو من يتولى تشكيل الوزارة، ولكن قام الرئيس بالاجتماع بليفنى ونتانياهو وقد كانت ليفنى تتقدم بفرق مقعد عنه طلب الرئيس من نتانياهو تشكيل الحكومة، وطلب من ليفنى أن تتولى وزارة ما فى حكومته .
لم نرَ مؤيدى ليفنى يقومون حتى بمظاهرة لنيل حقهم الطبيعى فقط اكتفت ليفنى بالاعتذار عن تولى أى منصب وزارى بحكومة نتانياهو، حيث ترى أن سياستها مختلفة عن سياسته, لم نر ضربا وكسرا ودما وضحايا ولا حظر تجوال (والله لم حصل اختلاف على تشكيل الحكومة كنت أهب نفسى للشماتة بإسرائيل على بركان الدم الذى كنت أتوقع أن يسيل فيها بين مؤيدى كل طرف ولكن خاب ظنى) أيا ترى لهذا السبب تقدمت إسرائيل وتأخرنا نحن؟
للعلم أنا غير معجبة بالمرة بهذه الدولة كما أنى ضد التطبيع فكيف أطبع مع دولة قتلت إخواتى من المصريين العزل من السلاح؟ كيف أطبع مع دولة قامت بغارة على مدرسة ابتدائى وقتلت تلاميذ ذهبوا لنيل العلم ولم يكونوا يدرون أن يد الخونة ستصل إليهم؟ كيف أطبع مع دولة قتلت عمال مصنع الحديد والصلب الغلابة الذين كانوا يسعون على لقمة عيشهم فإذا يد الغدر تصل إليهم ويخلفون وراءهم أرامل ويتامى
ما زالوا يعيشون حتى الآن مرارة فقد الغالى؟ ولكن لم لا نقوم بدراسة هذا البلد فالحكمة تقول إذا أردت أن تنتصر على عدوك فادرسه جيدا، فلماذا لا نقوم بدراسته ونأخذ منه فقط ما يفيدنا؟
لماذا لا نتعلم منهم لغة الحوار؟ لماذا لا نتعلم منهم الديمقراطية؟ لماذا لا نتعلم منهم الإصغاء إلى أولى الأمر؟ فقد أمرنا القرآن بذلك، ففيما معناه وأطيعوا أولى الأمر منكم، كما فعلت ليفنى وأطاعت رئيسها وهى معترضة على ما قال. ربما لو استطعنا مذاكرتهم جيدا نستطيع التغلب عليهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة