توجهت إلى القضاء الألمانى للدفاع عن كرامتها ولم تدر أن نهايتها ستكون فى إحدى ساحات محاكمه، كانت تحلم مروة الشربينى باليوم الذى تنتصر فيه لدينها وتعيد له بعضا من احترامه المسلوب فى العالم الغربى، ترغب أن تعيد رفع راية الإسلام عالية خفاقة فى سماء العالم، أن تعطى درسا لمثيلاتها عن أدوارهن فى الحفاظ على كرامتهن كمسلمات محجبات، لكنها ما لبثت أن سقطت مضرجة فى دمائها أمام أعين طفلها ذى الثلاث سنوات، راحت حياتها لكن روحها بقيت مثالا مشرفا للعالم الإسلامى والعربى، ونقطة سوداء فى تاريخ دول أوربا التى طالما رفعت شعارات الحرية والمساواة والعدل والتسامح وحرية العقيدة.
كانت البداية فى أغسطس 2008، فى ملعب للأطفال، بمدينة درسدن شرق ألمانيا، كان الألمانى أليكس دبليو ذو الأصل الروسى، يسلّى طفلة من أقاربه بأرجوحة للأطفال، فسألته مروة أن يجلس ابنها مصطفى فى الأرجوحة بعد أن طال مقام الطفلة فيها، لكنه فجأة أخذ يكيل لها الشتائم والسباب، ووصفها بالعاهرة ووصف زوجها بالإرهابى، وحاول أن يخلع حجابها، لتنتقل القضية إلى ساحات المحاكم حيث كانت النهاية.
كانت مروة قد شعرت بالإهانة الشديدة، لكنها أرادت أن تنتهج أسلوبًا أكثر تحضرا، ما دفعها إلى رفع قضية سب وقذف ضد الرجل الألمانى، وبالفعل أنصفها القضاء فى نوفمبر 2008، وحكم لها بتعويض مادى، لكن الجانى لجأ إلى استئناف الحكم، وعقب جلسة الاستئناف وقبل إصدار الحكم، أجهز ألكيس على حياة مروة بثمانى عشرة طعنة بالسكين، فقتلها وهى حامل بالشهر الثالث، وأصاب ابنها مصطفى (دون الرابعة من العمر) بجروح كما أصاب زوجها.
ليسدل الستار على أبشع جريمة قتل، قد تكون مؤشرا على بداية هولوكست جديد لكن هذه المرة ستكون ضد المسلمين، وسيان ما سيكون الحكم الذى سيصدر على الجانى، فلن يعيد ذلك الحياة لمروة، ولن يزيل الفزع من أعين طفلها ولن يمحى الألم والأسى من قلوب ذويها.
لكن من أبسط حقوق القتيلة، القصاص العادل من هذا المجرم الذى استباح دماء مسلمة وأهلها، واعتقد فى رخصه وأصاب زوجها وجرح طفلها، ولم تتحرك شعرة واحدة من رأسه.
لذا كان من المثير للدهشة والأسف معا ما تناقلته وسائل الإعلام بشأن تعليق السفير المصرى فى ألمانيا رمزى عز الدين الذى صرح أن الوفاة عادية وحدثت نتيجة مشاجرة عادية وأن الوقعة لا علاقة لها بالحجاب.
أما الموقف الذى كان مثيرا للإعجاب هو رد فعل المواطنين العرب والمسلمين حول العالم على مقتل مروة الشربينى، فقد وجدنا مواطنى الدول العربية والإسلامية يبدون تضامنهم مع مصر، وكان المسلمون والمسيحيون فى مصر كعادتهم يدا واحدة قدموا التعازى لأسرة الفقيدة، على قلب رجل واحد.
ولم يقتصر التعاطف العربى على مجرد توجيه الدعوات، لكن خرج المئات فى ألمانيا يقيمون صلاة الجنازة على جثمان شهيدة الحجاب، وينظمون احتجاجات غاضبة، وانطلقت مطالبات مصرية من مجموعات الفيس بوك لإقامة فعاليات إيجابية من أجل تكريم مروة، فدعت مجموعة "شهيدة الحجاب مروة الشربينى" إلى حضور صلاة الجنازة فى الإسكندرية، هذا بالإضافة إلى إقامتهم لتظاهرات سلمية أمام السفارة الألمانية على مدى ثلاثة أيام متتالية تبدأ من يوم 5 يوليو، للمطالبة بالثأر من المجرم، وتقديم الاعتذار الرسمى إلى جمهورية مصر.
ولم تتهاون أيضا وسائل الإعلام المصرية فى التركيز على الجريمة وأبعادها العنصرية والمطالبة برد الاعتبار لمصر والمسلمين، كما اهتموا بالضغط على وزارة الخارجية لاتخاذ إجراءات حاسمة حتى لا يروح دم شهيدة الحجاب كغيره من دماء الكثير من المصريين والعرب والمسلمين هباء.
شيماء رءوف تكتب:دم شهيدة الحجاب فى رقبتك.. يا مصر
الثلاثاء، 14 يوليو 2009 10:52 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة