فتح مقتل مروة الشربينى فى ألمانيا، ملف المسلمين هنالك والطريقة التى تتعامل بها الحكومة فى برلين معهم مقارنة بمعاملتها للمهاجرين من أصول أخرى، ورصدت صحيفة جلوبال بوست الأمريكية الاختلاف أو بالأحرى الازدواجية التى تتعامل بها ألمانيا مع المسلمين وغيرهم.
قالت الجريدة فى تقرير نشرته لمتابعة تداعيات قتل مروة داخل قاعة محكمة فى ألمانيا، إنه فى أثناء احتفالات الكريسماس عام 2007، احتك شابان برجل مسن فى محطة المترو بمدينة ميونيخ الألمانية وضرباه بشدة وظل فى المستشفى فى حالة حرجة وقبل أقل من أسبوعين، كانت سيدة تبلغ من العمر 32 عاماً، حاملاً فى شهرها الرابع تشهد فى محكمة دريسدن عندما قام المتهم بطعنها 18 مروة حتى فارقت الحياة.
هذان الهجومان المروعان اللذان يفصل بينهما 18 شهراً أثارا ردود فعل مختلفة تماماً فى المجتمع الألمانى، حيث أصبحت الحادثة الأولى فضيحة بين عشية وضحاها، واحتلت العناوين الرئيسية لصحف التابلويد وكانت سبباً فى حالة من الجدل السياسى الذى استمر قرابة الشهر فى حين أن الحادث الثانى لم يحصل إلا على قليل من الاهتمام من وسائل الإعلام واختفى من خيال الجمهور بعد فترة قليلة من وقوعه.
وترى الصحيفة، أن الفرق بين ردود الفعل إزاء الحادثين يكشف عن المعايير المزدوجة التى لا تزال موجودة فى ألمانيا.
ففى هجوم المترو، كانا مرتكبا الجريمة مسلمين من أصل تركى، فى حين أن الضحية فى الحادثة الثانية كانت مسلمة والألمان لديهم سرد جاهز لتطبيقه على الحادثة الأولى، لكن الأمر لا ينطبق على الحادثة الثانية.
وبعد أن استعرضت الصحيفة قصة مقتل مروة داخل قاعة المحكمة، قالت إن ألمانيا بدت وكأنها لم تتأثر بالواقعة حتى حثها العالم على الاهتمام بها، فقد نزل مئات الآلاف من المصريين إلى الشوارع عندما عاد جثمان مروة إلى مصر الأسبوع الماضى من أجل دفنه.
واحتج المصريون على موتها والتحامل الذى أدى إليه، معبرين عن حالة من الغضب، الذى غاب عن ألمانيا، من وقوع هذا الحادث الوحشى فى قاعدة العدالة وعندما رأى السياسيون الألمان أن هذا الحادث قد يتسبب فى أزمة دبلوماسية سارعوا إلى التخفيف من حدة الغضب.
فبعد أسبوع على وقوع الحادث، أعربت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل عن تعازيها وناقشت هذه القضية على هامش لقائها بالرئيس حسنى مبارك خلال المشاركة فى قمة الثمان الأسبوع الماضى. كما أعلن رئيس الحزب الديمقراطى الاشتراكى المنافس لحزب ميركل، فرانز مونتفيرنج، أنه سيحضر جنازة تذكارية لمروة الشربينى من المقرر إقامتها نهاية الأسبوع.
وقد يكون من العدل، على حد تعبير جلوبال بوست، القول بأن اغتيال مروة الشربينى هو انعكاس لمجتمع معادى بشكل جوهرى للمسلمين لكنه سلط الضوء على العلاقة بين أغلبية المجتمع الألمانى والأقلية المسلمة فيه والتى شابها التوتر فى أغلب الأوقات.
أيمن مازيك من المجلس المركزى للمسلمين فى ألمانيا رد على إدعاء المتحدث باسم الحكومة بأن ملابسات الحادث غير واضحة بالقول، إن الدليل على جرائم الإسلاموفوبيا كاسح.
وتتحدث الصحيفة عن الجالية التركية المسلمة الكبيرة الموجودة فى ألمانيا منذ الستينيات، وقالت إن المشكلة هى أنه فى كثير من الأمثلة يظل الألمان بعد مرور عقود يكنون العداء للأتراك ويرفضون الترحيب بأعدائهم القدامى كمواطنين مثلهم. فالمهاجرون القادمون من تركيا كانوا يعاملون كضيوف عاملين وسوف يعودون إلى بلدهم عندما لا يكون لهم حاجة فى ألمانيا. وقوانين المواطنة فى ألمانيا تحظر على الجيل الثانى والثالث من المقيمين فيها من أصول تركية من الحصول على جواز سفر ألمانى.
ولم يكن هناك اعتماد مخصص لحقيقة أنهم قد يبقون ويستقدمون عائلاتهم معه، والآن يوجد ما يقرب من 3.5 مليون مسلم يعشيون فى ألمانيا ويمثلون 4% من السكان وكانت صلاتهم السياسية والعاطفية مع ألمانيا والعكس موضع غموض دائماً، وقد هرب مهاجرون آخرون من الغموض القانونى الذى يواجه وضع الأتراك المسلمين فى ألمانيا.
وتنتهى الصحيفة إلى القول بأن قاتل "مروة" نفسه كان من أصل روسى، لكنه منح حق العودة إلى ألمانيا كأحد مواطنيها، لأنه يمكن أن يتعقب أفراد العائلة من مئات السنين الذين كانت لهم علاقات مباشرة مع الدولة الألمانية ولا يواجه أى خطر بالترحيل بسبب جرائمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة