بريطانيا تنفذ الحظر على تصدير أسلحتها لإسرائيل

فى خطوة تهدد بتوتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أوقفت بريطانيا بيع قطع غيار أسلحة لأسطول إسرائيل من الصواريخ الحربية، لأنها استخدمتها فى هجومها الأخير على قطاع غزة فى يناير الماضى، فلقد أخبرت بريطانيا السفارة الإسرائيلية بلندن رفض خمسة طلبات تصدير قطع غيار لسفن حربية أطلقت صواريخ على غزة استخدم فيها الرصاص المحرم، وفق معايير الاتحاد الأوروبى. وبذلك تعد بريطانيا أول بلد تقوم بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل رداً على الحرب فى غزة منذ ستة أشهر.

وتنقل صحيفة التايمز ردود الفعل الإسرائيلية على القرار، حيث أكد مسئول إسرائيلى، أن قرار بريطانيا بسحب خمسة من 182 ترخيص لن ينال من قدرة القوات البحرية على تنفيذ عملياتها، ولكنه اعترف على الجانب الآخر بوجود قلق داخل الجيش من أن تتبع الدول الأخرى السلوك البريطانى.

وأشار مسئولون بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى أن الحظر البريطانى على تصدير أسلحتها لإسرائيل يمثل خطوة خطيرة على صعيد العلاقات البلوماسية بين البلدين، وأضافوا أنه حتماً سيكون هناك من يفسر القرار البريطانى على أنه إدانة للعملية الإسرائيلية فى غزة، وهؤلاء سيستخدمون المملكة المتحدة كذريعة لنشر الحظر الخاص بهم وهذا ما لن تقبله إسرائيل.

ونفى مسئول بمكتب الكومنولث والشئون الخارجية، أن تصل الخطوة إلى الحظر الجزئى للأسلحة البريطانية لإسرائيل.

وبدا وزير الخارجية الإسرائيلى أفيدجور ليبرمان رافضاً للخطوة، وقال "إن إسرائيل عرفت العديد من حالات الحظر فى الماضى، فنحن دائماً نعرف كيف نخرج من الأمر ولا نحتاج أن ننشغل بالأمر كثيراً".

وتأتى الخطوة البريطانية بعد الضغوط المتزايدة التى تعرض لها رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون من قبل عدد من النواب الذين دعوا إلى فرض حظر كامل على توريد الأسلحة لإسرائيل عقب الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة، وقد تم نشر عريضة على الموقع الإلكترونى لبراون عليها 38 ألف توقيع تطالب بمنع بيع جميع الذخائر.

وفى وقت سابق من هذا العام ألقت منظمة العفو الدولية، الضوء على دور بريطانيا فى توريد محركات لطائرات هرمس 450 بلا طيار، فلقد استخدمت الطائرات بلا طيار على نطاق واسع من قبل الجيش الإسرائيلى فى غزة.

ووفقاً لأحدث الإحصاءات، فإن بريطانيا صدرت أكثر من ثلاثة أضعاف مبيعاتها من الأسلحة لإسرائيل خلال العامين الماضيين، ففى عام 2007 باعت أسلحة لإسرائيل بقيمة 6 ملايين جنيه إسترلينى، بينما بلغ حجم مبيعاتها من الأسلحة لإسرائيل 20 مليون جنيه إسترلينى فى الربع الأول من عام 2008.

وترى صحيفة التليجراف، أن الأمر يعكس القلق فى أوروبا من قصف غزة، الذى استمر ثلاثة أسابيع وأسفر عن مقتل أكثر من 1100 فلسطينى معظمهم من المدنيين، إلا أنه لن يؤثر كثيراً على قوة الجيش الإسرائيلى الذى يعتمد فى تسليحه على الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسى.

وقال وزير الخارجية البريطانية، إن بريطانيا كانت قلقة من أن تستخدام إسرائيل الأسلحة فى القمع الداخلى وإثارة النزاعات أو إطالة أمدها أو أن يؤدى استخدام مثل هذه الأسلحة إلى تفاقم التوترات أو الإضرار بالسلام فى المنطقة والأمن والاستقرار.

وأشار المتحدث باسم السفارة البريطانية إلى أنه بالنظر إلى حالات قليلة قامت فيها إسرائيل باستخدام الرصاص الناتج عن تصدير هذه الأسلحة، فإن هذا بات مخالفاًَ للمعايير التى وضعها الاتحاد الأوروبى، حيث ألغى الترخيص بتصدير هذه الأسلحة.