المعتقلون المصريون فى إسرائيل تنساهم الحكومة ..إلا عندما تتذكر إسرائيل جواسيسها المسجونين بمصر

المصريون المعتقلون فى السجون الإسرائيلية أحد أهم الملفات التى أهملتها الحكومة لفترة طويلة، ولم تبدأ فى الاهتمام به إلا عندما عرضت الحكومة الإسرائيلية صفقة جديدة عليها للإفراج عن المصريين المعتقلين فى سجونها مقابل إطلاق سراح "عودة ترابين" آخر جاسوس لإسرائيل فى السجون المصرية.

77 مصريا معتقلين فى سجون "عوفر" و"أشدود" و"النقب" الإسرائيلية، يواجهون اتهامات جنائية وأمنية تصل عقوباتها إلى 10 سنوات كحد أقصى، وتم هذا بعد اعتقال السلطات الإسرائيلية لهم خلال قيامهم بمحاولة التسلل من مصر إلى داخل الحدود الإسرائيلية، أو خلال قيامهم بتهريب الأسلحة والبضائع عبر الحدود المصرية ـ الإسرائيلية لتصل هذه البضائع إلى المواطنين الفلسطينيين، وتصل الأسلحة إلى حركات المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة، الذى تحاصره إسرائيل منذ عام 2007.

أيوب قرا نائب وزير شئون النقب والجليل بالحكومة الإسرائيلية والمسئول عن صفقة تبادل المعتقلين، سيصل القاهرة الأيام المقبلة لبحث صفقة تحرير المصريين المعتقلين بإسرائيل مقابل الجاسوس عودة ترابين، هذا ما أكدته إذاعة صوت إسرائيل وصحيفة هاآرتس الإسرائيلية، وخاصة بعد أن أبلغ الرئيس مبارك الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز خلال لقائهما الأخير الأسبوع الماضى، أن مصر موافقة مبدئياً على تحرير "ترابين" مقابل المصريين المعتقلين بسجون إسرائيل، هذا بجانب زعم الإذاعة الإسرائيلية أن مصر أكدت لشيمون بيريز أن الجاسوس عودة الترابين أدين بحيازة الأسلحة وليس بالتجسس.

الخارجية المصرية أكدت مؤخراً أنها تعمل بكل طاقتها على إطلاق سراح المصريين المعتقليين فى سجون إسرائيل، خاصة فى ظل مخاوف من قيام السلطات الإسرائيلية بتوجيه اتهامات لهم تدينهم بالتجسس، هذا إلى جانب تأكيد الخارجية أن إسرائيل أفرجت مؤخراً عن 8 مصريين كانوا معتقلين فى سجونها وسلمتهم لمصر، وأن السفارة المصرية فى إسرائيل والقنصلية المصرية فى مدينة إيلات الإسرائيلية تتابعان أحوال المعتقلين المصرين فى سجون إسرائيل بصفة دائمة، وتقوم السفارة المصرية بزيارة دورية لهؤلاء المصريين.

أهالى وأسر المصريين المعتقليين فى السجون الاسرئيلية دائماً ما يطالبون الحكومة المصرية بالإفراج عن أبنائهم عن طريق إتمام صفقة تبادل الأسرى التى عرضت إسرائيل من خلال إطلاق سراح المصريين من سجونها، مقابل الجاسوس عودة سليمان الترابين الذى أمضى نحو ٩ سنوات فى ليمان طرة عقب إدانته بالتجسس لحساب إسرائيل عام ٢٠٠٠.

ومن جانب آخر، تحرص إسرائيل على الإفراج عن الجاسوس ترابين، ويحرص المسئولون الإسرائيليون أيضاً على زيارة أسرته ليؤكدوا لهم أن بلادهم تسعى للإفراج عن ابنهم، بجانب التوضيح لهم أن مصر تبحث صفقة الإفراج عن ترابين مقابل المصريين المعتقلين فى السجون الإسرائيلية.

الجاسوس عودة ترابين الذى ستتم على أساسه الصفقة، يبلغ من العمر 28 عاماً، وينتمى لقبيلة الترابين المنتشرة فى سيناء، ويمضى عقوبة ١٥ عامًا فى مصر بتهمة نقل معلومات عسكرية حساسة لإسرائيل، ومحاولة تجنيد مصريين للعمل مع المخابرات الإسرائيلية مقابل دولارات أمريكية مزيفة. كما أدين والده من قبل السلطات المصرية بتهمة التجسس لإسرائيل، إلا أنه تمكن من الهرب لإسرائيل، بينما لا تزال شقيقات الجاسوس مقيمات فى العريش مع أزواجهن.