إن الناظر إلى العالم اليوم يجد أنه فى حاجة إلى التوحد للوقوف أمام التحديات التى تواجهه، والتى هى فى الأساس نتيجة للمعاملة الصعبة التى يتعامل بها البشر مع الأرض الأم التى تحملنا وترعانا ونأكل من خيرها عبر العصور والأزمنة، ولكنها الآن بدأت تئن تحت وطأة الحروب والنزاعات العرقية والدينية والقبلية والوطنية وغيره من تدمير البيئة الطبيعية التى خلقها الله تعالى بأحسن ترتيب. وكان لهيئة اليونسكو دور كبير بالتعريف للعالم بكل المخاطر التى تتهدده نتيجة هذا الإهمال المنهجى للأرض، ودقت ناقوس الخطر، ولكن لم يبدأ العالم بالانتباه لذلك إلا عندما بدأت تحدث تغييرات مناخية واحتباساً حراريا وذوبان الجليد نتيجة كل الملوثات التى أحدثت عدم اتزان فى تركيبة ما خلقه الله فى الأرض والسماء والهواء.
لم يدرك الذين كانوا يقطعون الأشجار بالغابات أنها يستنزفون مصدراً غنياً لتنقية الهواء الذى نتنفسه، ولم يعِ الذين يلوثون الأنهار أنها يدمرون مصدر المياه الذى يمد شراييننا بماء الحياة، ولم يدرك الذين يدمرون باطن الأرض والبحر بآلات الحرب الجهنمية أنهم يستعدون ثورة الطبيعة، والتى ظهرت فى هيئة أعاصير الرياح وثورة المحيطات والبراكين، لقد نسى البشر أن ذلك جاء نتيجة حتمية لكل أنواع التعصبات بالعالم. انظروا العالم اليوم تعصبات على كل شكل ولون على أساس الدين والجنس واللون واللغة. ألم يحن الوقت الآن لنبذ كل أنواع التعصبات؟ ألم يحن الوقت لمد الأيادى للوحدة والاتحاد لكى نعيش جميعاً فى عالم أفضل.
لقد أدرك قادة الدول الصناعية الكبرى فى مؤتمرهم بإيطاليا هذا الأسبوع أنه لابد من حل مشكلة الجوع فى العالم، وهذا لن يتأتى بتوزيع الطعام بل بعمل مشاريع تنموية يعمل فيها الفقراء ويتكسبون لقمة عيشهم فى أمان.. إلى كل ملوك ورؤساء العالم اجعلوا الأرض ملاذاً آمناً لكل البشر ويكفى قروناً عديدة من الحروب والدمار، وإلى كل قادة الأديان بالعالم مدوا أيديكم بالعمل المشترك من أجل سعادة ورفاهية الجنس البشرى علينا جميعاً أن ننظر إلى المبادئ المشتركة للأديان، والتى مصدرها واحد وهو الله سبحانه وتعالى الذى قال "ما الأرض إلا وطن واحد والبشر جميعا سكانه، إن هذه التعصبات هادمة لبنيان العالم الإنسانى.
إننا نأمل ألا تدوم هذه التعصبات وأن تضىء العالم نورانية المحبة، وأن تشمل الجميع رحمة الرحيم المنان، وأن يظفر العالم الإنسانى بالانطلاق والتحرر من هذه القيود الأرضية من التعصبات، دققوا النظر تجدون أن الله خلق جميع البشر وهو رءوف بهم جميعا ويشملهم برعايته فتضرعوا إليه كى تزول هذا الآفة من التعصب والأنانية ويحل محلها الوحدة فى التنوع والتعدد.
وقد ظهرت بادرة طيبة لمحو التعصبات فى لقاء الرئيس أوباما والرئيس الروسى ميدفيدف فى القمة الصناعية، حيث تطرق الحديث عن إيجاد عملة عالمية واحدة وجديدة حتى لا تتكرر الأزمات الاقتصادية التى عصفت بالعالم مؤخراً، حيث أخرج الرئيس الروسى من جيبه عملة معدنية كتب عليها "الوحدة فى التنوع " Unity in diversi .. إن هذا لو تحقق فى تعميم عملة واحدة عالمية سيزيل أحد أكثر العراقيل الاقتصادية لحل مشكلة الفقر فى العالم، وستزول الهوة السحيقة بين الفقر المدقع والغنى الفاحش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة