فى التسعينيات أشعل الصرب (الأرثوذكس) فى يوغسلافيا السابقة مجازر البلقان عبر سلسلة من الحروب بدأت بالحرب على كرواتيا المسيحية (الكاثوليكية) وانتهت بالحرب على كوسوفا (ألبان مسلمون) مرورًا بالحرب الأشهر على البوسنة والهرسك، وهم البوشناق المسلمون.
اليوم يعيد التاريخ نفسه مع فارق بسيط أن موقع الحدث ليس البلقان خاصرة أوربا؛ بل إقليم (سنكيانج) المعروف باسم تركستان الشرقية شمال غرب الصين.
كانت السياسة الصربية فى الاتحاد اليوغسلافى عبارة عن خليط من العرق والدين والشيوعية، وهذا- وإن شكل نوعًا من التناقض- إلا أن النظم المستبدة دائمًا ما تجمع المتناقضات حين تريد، ثم تفرق بينها وقتما تشاء، وإلا فما علاقة الدين بالشيوعية عدوة الدين، ومنذ متى كانت السياسة لها ميول عرقية؟
فعلى مساحة من الأرض تصل إلى ثلاثة أضعاف دولة مثل فرنسا يعيش حوالى خمسين مليون أيجورى 60% منهم مسلمون، على هذه المساحة من الأرض التى تمثل خمس مساحة الصين تتحكم دولة الصين الشيوعية فى هذا الكم من المسلمين بالطريقة الهمجية التى لا يزال العالم يشاهدها منذ عشر سنوات، وليست منذ أيام كما قد يعتقد البعض.
مأساة الأيجوريين ليست وليدة اليوم ولا أمس بل لعشرات السنين؛ حيث وضعت النخبة الحاكمة فى الصين ثروة الإقليم من الفحم والمعادن والنفط نصب عينيها حتى ولو كان الثمن هو السيطرة على أو استعباد شعب بأكمله.
إذن فتش عن الثروة خلف كل صراع؛ حتى ولو كان فى الصين، أو فى البلقان أو السودان أو حتى إيران، وبالمناسبة إيران تعامل العرب الإيرانيين والسنة منهم على وجه التحديد معاملة تقترب قليلا من معاملة الصين الشيوعية للمسلمين الأيجور.
الصين، وبدلاً من أن تنصف شعب الأيجور وتعيد إليه حقوقه واحترامه عبر تفعيل الحكم الذاتى (الورى) على حد تعبير أحد الناشطين الأيجوريين، إذا بها تكيل الاتهامات لشعب بأكمله بأنه إرهابي، وتحاصر المساجد، وتغلق المساجد، تختصر صلاة الجمعة إلى عشر دقائق فقط إمعانًا فى إذلال شعب بأكمله وحرمانه من حقوقه الطبيعية.
السلطات الصينية فى حربها على الأيجوريين تستخدم نفس اللغة التى استخدمها بوش ورفاقه والحكومات المستبدة فى كل مكان، فقد أعلنت الصين أن هناك ارتباطًا بين المتظاهرين وتنظيم القاعدة (تصوروا أن هؤلاء المتظاهرين الذين بدا عليهم الفقر والجوع والخوف لديهم علاقة بالقاعدة).
الصين تخوض حرب إبادة ضد المسلمين؛ ولكنها على نار هادئة بعد ما تعلمت من تهور الصرب فى البلقان... فقد عمقت الصين علاقاتها بالعرب والمسلمين فى نفس الوقت الذى تمارس فيه تطهيرًا عرقيًّا منهجيًّا فى سنكيانج.
أخشى أن يصحو المسلمون متأخرين على مشاهد تنقلها الفضائيات لمقابر جماعية لآلاف المسلمين الأيجوريين فى إقليم سنكيانج.
سنكيانج، مثله مثل البوسنة والهرسك وكوسوفا دارفور، كلها أقاليم تبتلى شعوبها بفعل الهيمنة والبحث عن الثروة، ولو على جثث البنى آدميين.
آخر السطر:
لا يزال الخلط مستمرًّا بين الوظيفة الإعلامية لبعض مقدمى البرامج وبين مواقعهم السياسية أو حتى أماكن عملهم، فلا أعرف- على سبيل المثال- لماذا يصر مقدم برامج على أن يناديه البعض سعادة اللواء مع أنه يقدم البرنامج بدون الزى الميرى، ولا أعرف أيضًا ما علاقة برنامج رياضى بالحديث عن أبناء الدائرة التى يمثلها النائب المعلق ومقدم البرنامج وكيف يمكننا محاسبته؟! هل نحاسبه بصفته نائبًا أم بصفته مذيعًا ومقدم برامج؟ ومن يملك محاسبة نائب لديه عدة برامج ويستطيع "شرشحة" أى منافس أو خصم أو من يفكر فى الهجوم عليه؟
كلما شاهدت هذه الفوضى تذكرت أغنية أحمد عدوية (مولد وصاحبه غايب، تهنا وتاهو الحبايب).
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة