عقدت جلسة بعنوان "شهادات من المصادرة إلى المحاكمة" ضمن جلسات ندوة "آليات الرقابة وحرية التعبير فى العالم العربى"، التى تنظمها مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع المركز القومى للترجمة، يومى 12 و13 يوليو الجارى، بمشاركة نخبة من المثقفين والفنانين والإعلاميين من مختلف أنحاء الوطن العربى.
أدار الجلسة الكاتب الأردنى إلياس فركوح، وشارك فيها الأديب حلمى سالم (مصر) متحدثاً عن "أزمة شرفة ليلى مراد"، وسردت ليلى العثمان (الكويت) تجربتها مع "المحاكمة"، فيما أدلى الشاعر موسى حوامدة (الأردن) بشهادته حول تجربة المحاكمة بسبب ديوان "شجرى أعلى".
وهاجم حلمى سالم الشيوخ والأئمة الذين يقيدون حرية التعبير استناداً لقانون الحسبة، مشيراً إلى أن هذا القانون يبيح لأى شخص أن يقاضى أى كاتب إذا رأى أن عمله الأدبى يضير الدين، وهو القانون الذى حوكم به نصر حامد أبو زيد.
وأوضح أن هناك انقساما بين المثقفين يتبدى فى الخلط بين المبدأ والنص، وتساءل من الذى يحدد جودة النص فى حين أنها مسألة نسبية، وأكد أن هذا الخلط يؤدى بنا إلى مذابح مستمرة ويفتح المجال للفاشية.
وقال إن هناك آفة الحكم على النص الأدبى بمعيار دينى، لافتا أنه يجب استنقاذ الدولة المدنية من براثن الدولة الدينية، وأوصى بتعديل الدساتير التى تبيح لرجال الدين شرعية ودستورية التدخل فى كل شىء، مؤكداً أن شرط الحرية فى الإبداع والفن هو السجال وأنه هو أداة الشرط.
بينما سردت القاصة والروائية الكويتية ليلى العثمان ما مرت به خلال تجربتها مع الرقابة فى الكويت، وأشارت إلى أن معاناتها بدأت عندما صدرت مجموعتها الروائية الثالثة "الحب له صور" عن دار الآداب عام 1982 والتى نالت عنها مكافأة وجائزة تشجيعية، وإذا بوزير الإعلام يستدعيها بعد أن تقدم شكاوى بأنها تسىء للمجتمع وتقاليده وأن قصة "الحب له صور" فيها ما يشبه الإلحاد ويسىء إلى الدين.
وأضافت" فى عام 1996 فوجئت بالنائب العام يستدعينى للتحقيق معى. فقد قام أربعة من الأصوليين المتطرفين برفع دعوى ضدى بتهمة تحريضى على الفسق والفجور، لأننى أكتب ما يتعارض وقيم المجتمع والدين. وقد اختاروا المجموعتين الصادرتين قبل 16 و12 عاما. إن أقسى اللحظات التى خضعت فيها للمحاكمة بعد 35 سنة من ممارسة الأدب والنتيجة تكون المساواة بينى وبين الجناة.
وتحدث الشاعر الأردنى موسى الحوامدة، عن تجربته مع ديوان "شجرى أعلى" موضحا أن مصادرة أو محاكمة كتاب لا تعنى أنه كتاب استثنائى، ولا تضيف له أية ميزة جمالية أو أهمية أدبية. وقال "تعرضت خلال المحاكمات للعديد من الضغوط النفسية والمعنوية، والاتهامات والإساءات ولم يكن الشيوخ أو المتزمتون أو الحكومة ومؤسساتها هم فقط من حرّض وألّب، بل تلقيت من المثقفين الكثير من السهام السرية والعلنية، وكنت ألام على شىء لم أقترفه، وعلى مكاسب توهمها البعض، وقد اكتشفت أن الكراهية التى تنغلّ فى أوساط المثقفين، أكبر وأخطر من مواقف بعض السلفيين".
وأوصى موسى الحوامدة فى ختام حديثه بضرورة تكاتف المثقفين مع بعض بدلا من أن ينقلبوا على بعض، وأوضح بأن الجهل وعدم القراءة وتدنى المستوى الثقافى فى العالم العربى، ساعد على تشكيل بؤرة صالحة لنمو التطرف والجهل، واحتقار الثقافة والإبداع والاستخفاف بالشعر والفن عموما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة