عقدت بمكتبة الإسكندرية مساء أمس ندوة (حول الشعر والغناء فى مصر المعاصرة)، والتى نظمها منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية. تحدث فيها الشاعر الكبير سيد حجاب، وأدارها الدكتور محمد رفيق خليل، الأستاذ بطب الإسكندرية ومدير أتيلية الإسكندرية.
وقال الدكتور محمد رفيق خليل، إن الإنسان تعلم الكلمة المنغمة قبل الكلمة المكتوبة، مؤكدا أن سيد حجاب هو إنسان مصرى ملتزم بمصريته، وهو فنان حتى النخاع له جينات فنية مصرية تمتد إلى رواد الرومانسية الأوائل وشعراء العامية المصرية القديمة، وإلى الإسكندرية موطن بيرم التونسى وعبد الله النديم الذى مزج بين الكاريكاتير والشعر، وهو الحكاء المؤدى الذى يقدم سخرية مريرة فى إطار شعرى بليغ.
واستشهد سيد حجاب فى كلمته بمقولة ابن خلدون "أول ما يعلو شأنه مع علو العمران البشرى هو صناعة الغناء، وأول ما ينحط مع انحطاط المجتمعات البشرية هو أيضا الغناء"، مؤكدا أن تلك المقولة تصحّ على الشعر المصرى والعربى. وأضاف أن العصرية والحداثة والجدة هى كلمات شديدة الالتباس، خاصة لأنها غير محددة فى أذهان الكثيرين.
وقال حجاب إن الثقافات القديمة قامت على اكتشاف مبدأ الإثنينية ووجود روح ومادة، وباتباع المنطق الأرسطى وهو منطق التعريف الحدّى، وقد عبرت تلك الثقافات عن نفسها عن طريق الآداب والفنون، كوسيلة لتكوين معرفة عن العالم ونقل تلك المعرفة للأجيال اللاحقة، وتمثلت تلك الآداب والفنون القديمة فى مجموعة من الأغنيات والأشعار والأساطير قدمت فيها الشعوب رؤيتها لنفسها وللوجود.
وأشار حجاب إلى أن الغناء فى مصر المعاصرة ينقسم إلى نوعين، النوع الأول يرتبط بالعامة ويعتبر الأداة المثلى للوصول للناس وقد قاده العديد من الشعراء مثل بيرم التونسى، ومرسى جميل عزيز، وعبد الفتاح مصطفى، وصلاح جاهين، وفؤاد حداد، والنوع الثانى يستهدف النخبة ولا يأبه بالعامة.
وأضاف أن النوع الثانى لا يبقى فى الذاكرة، فالقبول الإنسانى للإبداع الفنى هو الذى يعطى الفن مشروعيته، فلا ناقد ولا مفكر يمكن أن يعطى تلك المصداقية للفن، فكل الفنون التى تعالت على الإنسانية طوتها رياح النسيان لتستمر الفنون الشعبية التى تعبر تعبيرا صادقا عن الأحوال الإنسانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة