صفوت صالح الكاشف يكتب:سماعة الطبيب

السبت، 11 يوليو 2009 12:47 م
صفوت صالح الكاشف يكتب:سماعة الطبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يوجد خطأ فى عنوان المقال، فالحديث سيكون فعلا عن تلك السماعة. ولكن ما المناسبة؟ أعطنى بعضا من وقتك وستعرف!.

حينما كنت أتصفح بعض مواقع الصور الفوتوغرافية على الإنترنت، وبالدخول على موقع لصحفى أجنبى زار مصر منذ عامين تقريبا قام الصحفى بالتقاط صور لمعبدى كوم أمبو وأدفو بأسوان.

من خلال استعراضى لهذه الصور، رأيت صورة لشخص يحمل بكلتا يديه شيئا لم أتبينه لأول وهلة، أسفل الصورة كتبت عبارة بالإنجليزية ترجمتها (ممرض يحمل سماعة طبية). أصابتنى دهشة لما رأيت سماعة طبيب هكذا ودفعة واحدة ومن زمن الفراعنة، ومن يحملها؟ يحملها شخص يبدو أنيقا تماما، فبيديه سوار ذهبى ومشيته توحى بالنظام والدقة.

قد يقول البعض: وماذا فى هذا؟ إن عصر الفراعنة كان مزدهرا .
نعم كان مزدهرا. ولكن توصلهم لهذه الأداة بالذات يعنى الكثير جدا. يعنى أنهم كانوا بارعين فى الطب لدرجة لا تصدق، وأنهم لم يكن ينقصهم الدقة الواجبة التى تحتم عليهم أن يتفحصوا باطن المريض، إضافة إلى ظاهره. ألحّ علىّ سؤال. منذ متى تم اختراع سماعة الطبيب المألوفة لنا حاليا؟ كى أقارن حاضرا بماضيا .

لقد كانت لذلك قصة طريفة للغاية، لعب فيها السلوك البشرى دور الأساس
والإجابة من أحد المراجع :
الطبيب الفرنسى رينيه لاينك (ولد فى 1781م وتوفى 1826م) يقوم بالكشف على فتاة مريضة (سنة 1816م تقريبا). حاول الطبيب أن يضع أذنه على صدر الفتاة كما هو متبع وقتها كى يستمع إلى دقات قلبها. الفتاة أصابها الحياء فرفضت. قام الطبيب بالبحث عن حل للمشكلة فلابد أن يقوم بعمله .
نظر الطبيب حوله فوجد صحيفة مطوية، أمسك الصحيفة ثم لفها على شكل قرطاس. ثم وضع فوهة القرطاس على صدر الفتاة يستمع الطبيب إلى دقات القلب بوضوح. إذن حلت المشكلة فالحاجة أم الاختراع. بعد ذلك قام د/رينيه بعمل بوق خشبى كان يتسمّع به إلى دقات القلوب ولقد ظل هذا البوق مستعملا لفترة طويلة.

ثم تمّ تطوير سماعة رينيه على يد عديد من الأطباء إلى أن صارت فى شكلها الحالى مزدوجة وذات أنابيب من المطاط اللين بدلا من الخشب وأخف وزنا بالطبع. لاحظ هنا أن سماعة رينيه كانت مجرد بوق فردى وليست مزدوجة كالسماعة التى يحملها (الطبيب الفرعونى).

عظيمة أنت يا مصر.. ليت هذه الريادة الطبيّة ظلت سارية حتى زماننا هذا، فمن يومك يا مصر وأنت مهد للعلم والإنسانية، والحياء أيضا فلم يكن الطبيب المصرى ليضع أذنه على صدر فتاة.. أرأيتم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة