د. محمود عثمان يكتب: حسب توجيهات معالى السيادة

السبت، 11 يوليو 2009 12:36 م
د. محمود عثمان يكتب: حسب توجيهات معالى السيادة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنها كلمة يتهرب بها المسئول الذكى، ويضع المسئولية وما يترتب عليها من آثار على كتفى رئيسه، فيقول: "حسب توجيهات السيد الرئيس، حسب توجيهات السيد رئيس الوزراء، حسب توجيهات السيد الوزير..... إلخ".

وأحيانا تقال: "حسب تعليمات"، وعندما تدخل على مسئول، ويريد التعتيم على أمرٍ ما، يقول: "ليس عندى تعليمات لكى أتكلم فى هذا الموضوع، وتعلمنا حتى لا نتفوَّه أو نفتح فمنا إلا بناء على تعليمات فقدت الناس الثقة، ويئست من صلاح الحال، وفى هذا الجو المعتم تتحرك طيور الظلام، ناشرة الواسطة، والمحسوبية، والرشوة، وشراء الذمم، وامتطاء ظهور الغلابة والمساكين، ونهب البنوك، وقتل الأبرياء، سواء بالعبَّارة أو بشحنات القمح الفاسد من صاحب المصلحة فى هذا التعتيم.

لقد نشرت الصحف مئات المقالات عن شحنة القمح، ولم تذكر صحيفة واحدة اسم المسئول، ومَنْ وراء المسئول، ومن وراء من وراء المسئول، وأين ينتهى الخيط؟.. فالصحف تشهر ببائعة الجبنة التى غشت الحليب ببودرة السيراميك، وبالذين يضعون على الجبنة الفورمالين، وتذكر تاريخ ميلادها، وعنوان بيتها، وتصبح عارًا على أهلها.. هل تعجز قنوات "التوك شو" والبرامج التى تتحدث يوميَّا عن طبيب تسبب فى قتل مريض بخطأ طبى مذكور فى كل الأبحاث والمراجع، وتقوم بالتعتيم على اسم من تورط فى إدخال طعام يقتل ملايين المصريين؟ إننى أرى أن الإعلام لم يقم بدوره المنوط به والمطلوب منه فى إرشاد المجتمع وتوضيح مواطن الخلل والكشف عن بؤر الفساد وتعريتها، وإرشاد الحاكم عن رأى الشعب ورضاء الشعب أو سخطه على سياسته، ومدى رضا الناس.

إن الإعلام الراشد هو "الترمومتر" لقياس رأى الجماهير ونبضها فى كل نواحى الحياة، هو الذى يتصدى للفساد ويتصدى للقضايا التى تمس البلد ككيانٍ شاملٍ، فهل الإعلام أغفل ذكر هذا الإنسان بتعليماتٍ؟ أو بتوجيهاتٍ؟ وبتعليمات معالى السيادة؟!.. لقد نجح الغرب عندما اشتغلت الحكومات والمسئولون هناك حسب المعلومات، واحترموا العلم، فسبقونا وتقدَّموا، وأصبحنا نحن الدول النائمة، وليست النامية، لأننا نسير حسب التعليمات والتوجيهات، إن من مصلحة الحكومة كشف هؤلاء المخربين والمضللين، وفضحهم إذا كانوا يريدون أن يستعيدوا أو يبدأوا صفحةً بينهم وبين المواطن من الثقة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة