يبدو أن الصحف العالمية فاقت أخيراً من غفلتها عن تغطية جريمة من جرائم الكراهية التى شهدتها ألمانيا وراحت ضحيتها الشابة المصرية مروة الشربينى فبعد أكثر من أسبوع بدأت صحف كندية وأمريكية تتحدث عن الحادثة، وربما كان اللافت أن هذه الصحف اهتمت بتغطية الحادثة بسبب الاحتجاجات المصرية التى شهدتها مصر بسبب مقتل مروة وليس بسبب الظروف والدوافع التى كانت وراء قتلها بهذا الشكل الوحشى.
ولعل ما يبرهن على هذا تعليق صحيفة جلوبال بوست على حادثة قتل مروة الشربينى فى القاهرة بسبب ارتدائها الحجاب، ورد فعل الحكومة الألمانية المتباطئ على هذه الحادثة فبعد أن استعرضت الصحيفة الأحداث من بداياتها عندما قتلت مروة أمام زوجها وطفلها داخل قاعة محكمة ألمانية وحتى الاحتجاجات الكبيرة التى شهدتها مصر.
وقالت الصحيفة إن أحداً لم يتوقع أن يخرج تأثير حادث وفاة مروة الشربينى عن دائرة أقاربها فى مدينتها الإسكندرية، لكن الأمر تجاوز هذا وأثار موجات من الصدمة والاحتجاجات وأظهرت على السطح أعمق مخاوف المصريين القائمة على تاريخ من التوتر مع الغرب.
من ناحية أخرى، رأت صحيفة جلوب أند ميل الكندية أن حادثة طعن الشربينى فى قاعة المحكمة سيكون له انعكاساته خلال الأشهر المقبلة فالبفعل بدأت مظاهر الغضب الواضحة فى مصر وعلى الأرجح سينتشر هذا الغضب فى أنحاء أخرى فى الشرق الأوسط وجنوب آسيا وبين الأقليات المسلمة فى أوروبا.
وولفتت الصحيفة إلى الغضب الذى عبرت عنه المدونات المصرية نتيجة لقتل امرأة حامل فى قاعة محكمة والأمر الأكثر أهمية فى غياب الاهتمام بهذه الجريمة التى تعبر عن الكراهية من قبل المؤسسات السياسية ووسائل الإعلام الأوروبية. وقد لاحظ الكثيرون المعايير المزدوجة: فقتل الهولندى فان جوخ فى امستردام عام 2004 تم استغلاله كذريعة لإثارة الشكوك الهولندية حول المسلمين، فى حين أن قتل مروة الشربينى فى درسدن الأسبوع الماضى كانت عمل فردى من مهاجر روسى، ومن ثم فإنه ليس ألمانى حقيقى.
وكان رد الفعل الصامت على قتل إمراة فى قلب أوروبا لارتدائها الحجاب مثيراً . فلا حاجة لتخيل حالة الغضب إذا كان قتل هذه المرأة لسبب غير ارتدائها الحجاب، مذكرة برد الفعل الغاضب على قتل المراهقة أقصى برويز فى ميسيسوجا عام 2007 وبينما تحقق السلطات الألمانية فى ما إذا كانت هذه جريمة كراهية وربما يريدون أيضا التركيز على رد فعل امن المحكمة.
وترى الصحيفة إن الكثيرين لا ينظرون إلى حادثة مروة بشكل منفصل. فاللجنة الأوروبية لمكافحة التعصب والعنصرية فى التقرير السنوى التى أصدرته عام 2004 قال إن الإسلاموفوبيا لا تزال تعبر عن نفسها فى أشكال مختلفة والأقليات المسلمة هدف للمواقف السلبية وأحياناً العنف والمضايقة.
إنهم يعانون من أشكال متعددة من التمييز تشارك فيه فى بعض الأحيان المؤسسات العامة، كما قالت مؤسسة رنميد الخيرية فى لندن فى تقرير آخر صادر عام 2004 عن الإسلاموفوبيا أيضا إن الأوروبيين ينظرون إلى المسلمين باعتبارهم "آخرين" أى مختلفون عنهم وأن لديهم نقص فى القيم التى تحكم الثقافات الغربية، وأن الإسلام "دين عنيف وعدوانى وإرهابى" وأن العداء للمسلمين أمر طبيعى أو عادى.
لذلك، وكما ترى جلوب أند ميل، فإن لا يوجد مل يدعو للدهشة فى أن يُعامل المسلمين فى أوروبا على أساس أنهم "غرباء" لهم ثقافى جامدة وهو الأمر الذى يتناقض مع الثقافة الأوروبية. والرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى الذى يعانى من تراجع شعبيته ومن الركود لفت الانتباه إلى النقاب قائلاً إنه غير مرغوب به فى بلاده، وحتى المسلمين الذين لا يؤيدون النقاب شعروا بحالة من عدم الارتياح لتسليط الضوء على مجتمعهم.
وهذه سياسة الكيل بمكيالين فعندما يكون مرتكب الجريمة مسلم فإن التقارير تسلط الضوء على الحادثة وينظر إلى المسلمين بشكل سلبى.
اخبار متعلقة..
مظاهرة لأقباط المهجر تضامنا مع مروة الشربينى
السفير المصرى بألمانيا: تحقيقات قضية مروة سرية
سفيرا الاتحاد الأوربى والسويد: لابد من توعية رجل الشارع بالإسلام لمنع تكرار حادثة مروة
مظاهرة بطهران تندد بمقتل مروة الشربيني
لا يوجد ما يدعو للدهشة فى أن يُعامل المسلمين فى أوروبا على أساس أنهم "غرباء"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة